معيار تقيم ثورة 23 يوليو 1952
د. محمد إبراهيم بسيوني
عند تقييم أي حدث تاريخي قديم أو حديث لا تنزعه من سياقه
التاريخي والظروف المحيطة به، بمعني لو حبينا نقيم تجربة ثورة يوليو ١٩٥٢ لازم
نقيمها فى ضوء القوى العظمى التي كانت موجودة فى عصرها وكمان لازم نقيمها فى ظل
وجود الاحتلال ومشاكل اجتماعية ضخمة وحالة انكسار شعبى كانت موجودة فى هذا الوقت.
أكيد تجربة الرئيس جمال عبد الناصر ورفاقه كان فيها
سلبيات لكن أعتقد فى ضوء ظروفها المحيطة سنجدها كانت تجربة ناجحة.
هذا الكلام ينطبق
على أي تجربة أو حدث تاريخي قديم أو حديث.
فبين محب لا
يرى سوى المحاسن وكاره لا يرى سوى المساويء لا مكان للتقييم الموضوعي. المحبة
والكراهية مشاعر والمشاعر لا تصلح للحكم على معطيات التاريخ.
أغلب من يتناولون هذا الحدث يعتمدون أسلوب مشجعي كرة
القدم أي الانحياز التام لفريقه بغض النظر عن الحقائق.
لا أحد يفعل
ما نفعله نحن بتاريخنا والسبب أخطاء منهجية عند تقييم أحداث وشخصيات التاريخ. أول
خطأ منهجي عند تقييم أحداث وشخصيات التاريخ هو استعمال معيار العصر الحالي في
التقييم. والثاني تجاهل كافة الاحتمالات الأخرى التي كان من الممكن أن تسير فيها
الأحداث إما سلبا أو إيجابا.
والثالث تلوين الأحداث والشخصيات والاستدلال بمصادر
تاريخية منحازة مع أو ضد.
هذه أبرز الأخطاء المنهجية بالإضافة إلى الهوى والميول السياسي
والأيديولوجي والاهم السطحية ونقص المعرفة. أنظر إلى كل هذا ثم ابدأ تقييمك.
عميد طب المنيا السابق
0 تعليقات