آخر الأخبار

أساسيات المذهب الشيعي (3)





أساسيات المذهب الشيعي (3)









صالح الورداني

المهدي والغيبة

قدم لنا الطرح الشيعي صورة مخيفة ومفزعة عن شخص المهدي..
يقتل ويذبح بلا حساب..
ويأتي بما يخالف سنة رسول الله(ص)..
جاء في الغيبة للطوسي وبحار الأنوار ج 52/291 :قال أبو جعفر عليه السلام : إن القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم ، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ويفتح الله له شرق الأرض وغربها ; ويقتل الناس حتى لا يبقى إلا دين محمد صلى الله عليه وآله..

وروى في بصائر ذوى الدرجات: أن المهدي بعد ظهوره يأمر بإخراج جثتي أبي بكر وعمر من جوار الرسول ويصلبهما، ثم يأمر ريحاً سوداء فتهب عليهما فتجعلهما كأعجاز نخل خاوية ثم يحييهما ليقصا على الخلائق ما فعلاه ..

وجاء في بحار الأنوار ج 52/ 235 والغيبة للنعماني : يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء ..

وجاء في الكافي ج8 / 178 ومعجم أحاديث المهدي ج4/ 279إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب فإن دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه أو يؤدى الجزية..

والناصب هو من عادى أهل البيت من المسلمين..

وصورة المهدي هذه تخالف نصوص القرآن التي رسمت صورة الرسول (ص) صريحة وواضحة..

قال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)
وقال : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
وإذا كان المهدي هو من سلسلة رسول الله، والامتداد الشرعي له، فهل هذا هو خلق الرسول ، وهل هذه هى سيرته ، وهو الذي عفا عن أهل مكة وقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء..؟

والسنة والشيعة كلاهما يؤمن بفكرة المهدي، غير أن السنة لا يعتقدون بولادته ووجوده وغيبته كما يعتقد الشيعة..

والحق أنه لا فرق بين المعتقدين فكلاهما يؤمن بشخص المهدي..

وإذا كانت فكرة المهدي تقوم على الروايات النبوية المشتركة بين السنة والشيعة، فإن الشيعة لا يملكون روايات نبوية تؤكد ولادة المهدي وغيبته، وإنما ما يتحصنون به بشأن الغيبة هى روايات منسوبة لأئمة أهل البيت لا للرسول(ص)..

من هنا يمكن القول أن منكر الغيبة لا ينكر المهدي، بل ينكر الصورة التي ألصقت به من قبل الشيعة..

ولا يصح على هذا الأساس أن يبنى من قبل الشيعة على الغيبة حكم بالكفر أو الردة..
وقد حوت مصادر الشيعة العديد من الروايات التي تشير إلى أن المهدي سوف يحارب من الشيعة حال ظهوره ..

وعلى رأس الذين يحاربونه الفقهاء..
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو : ألا يعي هؤلاء الذين يدعون ليل نهار، وعلى رأسهم الفقهاء، بتعجيل الفرج بظهور المهدي أنهم سوف يكونوا أول ضحاياه..
روى عن جعفر الصادق في مستدرك سفينة البحار ج2/ 142 والكافي ج 8/ 307: إن لله خليفة يخرج من عترة رسول الله .. يدعو إلى الله بالسيف ويرفع المذاهب عن الأرض ، فلا يبقى إلا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد، لولا ان السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله..

وروى : سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ومن الإسلام إلا اسمه ,, فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تنت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود..
وروى في إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب: وينتقم من أهل الفتوى في الدين ..
إلا أن مثل هذه الروايات لم تدفع بالخطاب الشيعي نحو المراجعة والتصحيح وبدت وكأنها من روايات الخصوم..
وقد التصق مراجع الشيعة بالإمام الغائب واعتبروا أنفسهم نواباً له حتى يضفوا على أنفسهم القداسة ويربطوا الجمهور بهم ..

وهى بدعة من صنع الصفويين لا أساس لها..
قال الشيخ محمد الحسون محقق رسائل الكركي : ولما تولى الشاه طهماسب سنة 930ه قرب المحقق الكركي ومنحه لقب نائب الإمام..
وكان المحقق الكركي هو أول فقيه تقلد منصب نائب الإمام المهدي بعد أن كان ادعاه الشاه إسماعيل والد الشاه طهماسب..
جاء في وسائل الشيعة: 18ج/101:في فترة الغيبة الكبرى يرجع المؤمنون لمعرفة الأحكام الدينية وشؤونهم الشرعية إلى الفقهاء المجتهدين العدول و المتميزين في المستوى العلمي، تطبيقاً للتوقيع المروي عن الإمام المهدي (عليه السلام) حيث ورد فيه: وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله..

وتمسك المراجع بفكرة نيابة الإمام الغائب الهدف منها ربط جمهور الشيعة بهم وإضفاء القداسة على أنفسهم..


قال الكركي( رسائل الكركي ج1/142): اتفق أصحابنا على أن الفقيه العدل الإمامى الجامع لشرائط الفتوى ، المعبر عنه بالمجتهد في الأحكام الشرعية نائب من قبل أئمة الهدى في حال الغيبة..
وقد تولى الكركي(ت940ه) العديد من المناصب في زمن الشاه إسماعيل وولده طهماسب منها : منصب شيخ الإسلام ومنصب المفتي، وهذه صورة من صور العبث بالتشيع على يد الصفويين..
والجدير بالذكر أن الشاه إسماعيل ادعى أنه التقى بالمهدي وأخذ إجازة منه بشن الحرب على حكام إيران يومئذ ..
(انظر تأريخ الشاه اسماعيل وايران في العصر الصفوي)
قال مرتضى مطهري في كتاب اسئلة من آثار آية الله الشهيد مطهري:إن فهم فئة من الناس قضية المهدوية، والثورة الموعودة عند ظهروه (عج) بأنها محض قضية ذات ماهية انفجارية مبنية على ردة الفعل، وأنها ناشئة فقط من انتشار الفساد وإشاعته في المجتمع، وترويج عدم المساواة، وخنق الحريات، والقتل بغير حق، وغير ذلك من الفساد الاجتماعي، هو نوع من التبسيط والفهم الخاطىء لقيام الحجة ..
ومن خلال ما سبق يمكن القول أن فكرة الغيبة هى نقطة ضعف في المذهب الشيعي..






إرسال تعليق

0 تعليقات