المرتزقة يدوسون المرتزق !!
بقلم :إكرام المحاقري
ليس ببعيد على من باع وطنه
واسترخص ثمن كرامته وعرضه وخضع لمحتل أشر أن يقف في يوم من الأيام موقف الذليل
المتوسل، "أقسم بجلالة الله" قائلا "أنا مقاومة والله العظيم أنا
مقاومة" قاصدا أن تلك اليمين ستشفع له عند أؤلئك اللئام الذين لا يمتلكون من
الضمير الإنساني حجم نقير!!
موقف مهول ومؤسف ما وصل إليه
المرتزقة من الذل والهوان، فقد تجاهلوا عاقبة أمر من يرتضي بالمحتل سيدا!! وأصبح
واقعهم اليوم واقع من شآءت له الأقدار أن يتلفظ أنفاسه الآخيرة تحت النعال!!
ليس هذا فحسب؛ فقد تجردوا من
ثيابهم في بعض المواقف وأغتصبت نساؤهم في حالة آخرى ونهب حقهم في الكرامة في كلتا
الحالتين!
مشاهد مؤلمة جدا، لكن لن يجدي
الآلم فقد فآت الأوان وزلت الأقدام وعربد المحتل وعمل ما عمل بكل حرية تامة، بينما
أبناء الجنوب الذين هم أصحاب الحق والدولة وممثلوا مايسمونه "بالشرعية" يقبعون
في السجون السرية ويتجندون للقتال في صف المحتل برتبة "مرتزق" والكثير
منهم تحللت جثثهم في وسط الصحراء ولم تقبل لحمهم العفن حتى الكلاب!!
ورغم كل هذه التضحية هاهو
المحتل يتنكر لأحدهم وهو يتوسل اليهم بأسم المقاومة!! فعن أي مقاومة كان يتكلم،
وماذا عملت له عندما توسل بها؟!!
هنا شل العقل؛ بل مات يوم طغت
المصلحة على الكرامة، وبيعت الأرض مقابل الريال والدرهم، فهل كان ثمن لكل ذلك غير
الخسران والهوان؟!
ألم يأن للأخوة المرتزقة - وأخص
الجنوبيين - أن يثأروا لكرامتهم ولحقوقهم المسلوبة؟!! وهل سيكون هذا الموقف كفيل
لخلق الوعي في أوساط المرتزقة؟!! بل وكل ما سبقه من مواقف مهينة ومذلة كما حصل
للجنوبيين من أكبرهم رتبة بحكومة مايسمى "بالشرعية" إلى أصغر مرتزق فيهم
على يد ميليشيات الإمارات وجنجويد السودان!!
ام أنهم أرتضوا لحالهم نصيب
الصغر والهوان؟!! فالجواب المحتم سيكون بالموقف الذي سيقفه الجنوبيون في قادم
الأيام.
0 تعليقات