آخر الأخبار

أطلب الطاقة ولو من الصين !!






أطلب الطاقة ولو من الصين !!

حسين الذكر


الكهرباء عصب الحياة بل لا يمكن للمجتمعات والأفراد النهوض باعباء الحياة والتطور إلا عبر إتقان عمل منظومة الكهرباء والاستفادة من طاقتها بالشكل الأمثل ، فكل شيء أصبح بالاعتماد على المكننة حتى ابسط مقومات العمل اليومي اليدوي المعتاد غدا كهربائيا بحتا .. من هنا ستسقط الحسابات غير الكهربائية ولا يمكن ان تصنف ضمن مفردات عالم متعولم من الألف الى الياء ، إلا اللهم اذا كنا نتحدث عن خارج المنظومة الحياتية او ما كان يعرف بالبدائية المنقرضة عن الأرض ..
فأفغانستان والصومال وأفقر بلدان العالم تمتلك الكهرباء ويعيش مواطنيها تحت ظل رحمة الطاقة التي تنير ظلامات الليل وتحرك نهارات وملفات الحياة .. من هنا نستوعب ان الكهرباء هي الحياة ولا يمكن ان تتعطل باي دولة مهما فقرت او غنت ، نفطية كانت او مورفينية ... سياحية او قطنية حضرية أو صحراية .. لا بديل عن الكهرباء لمن أراد ان يطلق على نفسه مواطن كريم متحضر في عصر العولمة ..هذا ما يجعلنا نضع ألف علامة استغراب واستهجان للوضع الكهربائي بلدنا .. فالعراق بلد النفط وملايين البراميل التي تصدر يوميا عبر مئات السفن وعشرات الأنابيب الممتدة عبر خارطة الوطن تنقل خيراته وأملاك أولاده وأجياله اللاحقة الى شتى بقاع العالم الصناعي والاستعماري فيما العراقيون يعيشون منذ ثلاثون عام بلا كهرباء ..

في بدايات التغيير منذ 2003 كنا نستوعب عدم حصولنا على الطاقة  لأسباب كنا نعزوها للدكتاتورية والحصار وغير ذلك ، ثم بعد ذلك وحتى 2008 كنا نبرر ونتعامل مع الوضع بناء على الوضع الإرهابية والتفجيرات ومقتضياته وأجنداته ثم بعدها مع تباشير الميزانية الانفجارية كنا نمني النفس ونعزيها بالفساد المستشري وحداثة التجربة وضرورة الإصلاح .. وجميعها لم تعد مبررا وها قد مر عقد ونصف من الزمن دون فائدة ..وفقراء العراق يعيشون تحت خط الفقر الكهربائي دون مواطني دول العالم حتى الأفقر والأنأى منهم .. فما الذي يحدث يا ترى .. وماذا سيحدث لو لا وجود المحطات الأهلية – برغم تحفظنا وملاحظاتنا على عملها – التي غطت مساحة كبيرة وسهلت وساهمت بتحمل الناس لمصاعب الحياة سيما بفصل الصيف وحره الذي لا يطاق ..
سمعنا تصريحا لأحد المسؤولين الصينين نشر على مواقع التواصل وتم تداوله خلال الأيام الماضية – بمعزل عن حقيقية التصريح او فبركته – الا ان مضمونه واقعي وليس مستغرب .. فقد ذكر المسؤول : بإمكان الصين ان تعيد المنظومة الكهربائية العراقية وتشتغل المعامل وتزود العراقيين بالطاقة اللازمة بوقت قصير لا يتعدى سنة واحدة وبسعر زهيد لا يتجاوز ثلاثة مليارات دولار .. قطعا فان المليار دولار أصبح رقم من الزهد في نظر من ابتلعوا المليارات العراقية خلال سنوات وعقود خلت .. تحت مسميات وعناوين وأجندات لا يمكن لعاقل ان يتجاوزها في قراءته للواقع الكهربائي العراقي ..
فهل هناك قرار دولي او إقليمي بضرورة عدم إصلاح المنظومة الكهربائية حتى ايجاد نظام سياسي بديل يمكن له ان يتمتع بالقدرة الكهربائية شريطة ان يكن جزء من النظام العالمي المسيطر وان لا يكتفي منه ببيع النفط وثروات العراق بابخس الأثمان .. بل يكون جزء من تطبيق وترسيم المشهد الشرق أوسطي الجديد بكل عواهنه التي تجعل من الغربي نفطيا متحضرا فيما تبقي الشرقي خامدا نائما لا يصحوا الا على وقع دوي المدافع الغربية بكل أجنداتها الإرهابية والحربية ..



إرسال تعليق

0 تعليقات