آخر الأخبار

قراصنة الاقتصاد والجنسية






قراصنة الاقتصاد والجنسية


د.أحمد دبيان


استطاع العامل الغربى وعبر مسارات نضالية نيل حقوقه فأصبح أجره محكوما بمنظومة أجور لا يستطيع الرأسمالي صاحب العمل التلاعب بها ، ولهذا تلجأ الشركات العابرة للقارات لفتح مصانع فى الدول المتخلفة فيما نسميه نحن استثماراً تستغل فيه منظومة أجور بلا قوانين منظمة مع أجور متدنية فى الدول التى تتجه إليها فتضاعف الربح بفائض قيمة عابر للقارات ، مع هامش اجر مرتفع قليلاً عن الواقع الموجود فى تلك الدول ،،،،
تلجأ هذه الدول إلى كومبرادور ( وسيط رأسمالي محلى يرسخ لنفوذها ، أو كاحول بالتعبير البلدى عابر للقارات )،


وفى غياب قوانين عمالة منظمة وفى موات مفهوم الرأسمالية الوطنية التى تنافس ، وفى اختفاء المفهوم الانتاجى الوطني التنافسي ،
تحدث إشكالية الاستعمار والانتهاب الحديث ، بان تفرض هذه الشركات سياساتها على الدول التى تعانى العوز فيما نسميه نحن بالتعبير المزدان ( جذب الاستثمارات )

بل ونجد أنها تفرض عمالة أخرى من جنسيات مهمشة أخرى لتنافس الايدى العاملة فى الدولة هذه أو تلك ، مع تمتعها بالتسويق فى نفس هذا البلد ، والذى دائماً ما يتم اختياره متمتعاً بكثافة بشرية لضمان التسويق .

ليس هذا امراً جديداً ،

فعلته إنجلترا بقوة الاحتلال الغير مباشر بعد توقيع الوالى محمد على اتفاقية التجارة الحرة عام ١٨٣٨ مع بدء غروب تمدده .وصارت بها مصر مصدراً للقطن طويل التيلة لمصانع يوركشاير بعد نضوب المصدر الامريكى لظروف الحرب الأهلية ،
واستمر هذا مع الاحتلال المباشر ، حين رسخ السير افلين بارنج الشهير باللورد كرومر ، فى كتابه مصر الحديثة Modern Egypt


إن مصر بلد زراعي لا يصلح للصناعة.


الكومبرادور المحلى والرأسمال المنتهب العابر للقارات ، يحاول تحقيق الاستفادة القصوى دون ان يتحمل عبئ حقوق المجتمع الحاضن ، فيلجأ الكومبرداور المحلى والناهب الدولى وممثليهم فى مراكز صنع القرار ، لتفصيل القوانين وتمريرها عن طريق مناديبهم فى مجلس النواب والنوائب لتمرير قوانين الجنسية .
لن يكون غريباً بعدها مع عدم شرطية التنازل عن الجنسية الأم والتى تعمل بها دولاً أحدث تجربة من مصر ، ان نجد بعدها قوانيناً تحتكم لحصانة هذه الدولة او تلك، لنعيد بعدها استحضار الامتيازات الاجنبية ، بل ولننعم بعدها بالاحتلال المقنع او الغير مقنع ، بعد الترويج الممنهج لزمن لم يعشه غالبية أصحاب الوعى المجرف انه كان زمن العيش الرغيد فى بلد كان تسعون بالمائة من ابنائه يسيرون حفاة فى شوارع المحروسة يقتاتون من قمامة الناهب الدولى وكومبرادوريه من مجتمع النصف فى المائة.



إرسال تعليق

0 تعليقات