متطلبات الأمن بين الحشد والبيشمرگة ،،،
أبو
فراس الحمداني ..
كان
الأولى بالسيد عبد المهدي أن يبدأ بقوات
البيشمركة ليستعيد سلطة حكومته ،
فهي
فصائل مسلحة تابعة لقيادة الحزبين الاتحاد والديمقراطي تحديدا وتأتمر بأمرها ولاترتبط بوزارة الدفاع العراقية التي لاتمتلك
أسماء منتسبيها ومراتبها
كما لاتقع البيشمرگة تحت سلطة رئيس الوزراء الذي لايستطيع أن يحرك فوج واحد من هذه
القوات او يعاقب أحد منتسبيها عن مقاتلتهم للجيش العراقي أو عن الجرائم التي
ترتكب بحق المسيحيين في سهل نينوى أو بحق الايزيديين الذين كُرِّدوا عنوةً ، والجميع يعرف ان ميليشيا البيشمرگة تقع تحت سلطة رئيس الإقليم الذي يعتبر
القائد العام لهذه القوات حسب الدستور الكردي وهذا مخالف لنص الدستور
العراقي الذي يعتبر رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة ،،
بعكس
الحشد الذي يقع تحت إمرة وزارة الدفاع
وتحت سيطرة رئاسة الوزراء ويتحرك من القائد العام وفق متطلبات الأمن الوطني
،،
اي
متابع للشأن العراقي يجد ان أداء السيد عبد المهدي يتَّسم بالضعف ، لانه لم يواجه
فاسدا ولم يحمي النفط العراقي من سرقة مسعود ولم يفرض كابينته الوزارية على الأحزاب ولم ينجزا سوى ١٠٪ من برنامجه الحكومي ،
كيف
يقدم إذن على تطبيق قرار صدر قبل سنتين
بدمج الحشد مع الجيش و لم يطبق لان الوضع الأمني مازال هشاً ،
خلايا
داعش الإرهابية تنتشر في المناطق الساخنة ، والعمليات الإجرامية عادت إلى بغداد ،
لذلك
هل أخذ عادل عبد المهدي بالحسبان الوضع الأمني في البلد ، بل هل يتناسب قراره مع
الخطط المعلنة لعودة البيشمرگة لكركوك ،،
لذلك
نتمنى ان يكون قرار رئاسة الوزراء بناء على متطلبات وطنية وليس رضوخ لإملاءات
خارجية ،،
كان
المفروض ان يُشرك قادة الحشد في هذا
القرار أولا وان لا يكون التطبيق بشكل
قسري يسيء للحشد ،،
وثانيا
يجب ان يشمل البيشمرگة لأنها بالأساس
فصائل مسلحة بأسلحة ثقيلة سبق ان قاتلت الجيش العراقي ، لم تكن في يوم من
الايام جزء من وزارة الدفاع ولا تمتثل لسلطة
الحكومة ،
على
الإخوة في الحشد أيضا ان يعرفوا ان مستلزمات
مابعد الانتصار تختلف عن متطلبات الحرب ،
لانحتاج
فعلا إلى عشرات المقرات في داخل المدن ،
ولانحتاج
الى سيارات مسلحة خاصة بكل طرف تجوب المدن ،
يجب
ان نهيأ الفرص للبناء والاستثمار التي تتطلب أمن اجتماعي ومدن غير مُعسكرة ، الأمر
الذي يتطلب وجود معسرات كبيرة للحشد خارج
المدن أسوة بالحيش يتحركون بسيارات وزارة
الدفاع بعيدا عن اي شعار آخر ،،،
الأمر
دقيق ويحتاج الى إرادة وطنية وحكمة من
الجميع ، يبقى الحشد عنوان الكرامة وستخسر
الحكومة ماتبقى لها من شعبية إذا أساءت
للحشد ورجالاته عبر قرارات انفعالية غير مدروسة
.
0 تعليقات