آخر الأخبار

فلسفة الخراب في دولة الأحزاب







فلسفة الخراب في دولة الأحزاب


عز الدين البغدادي
ربما يعتقد كثير من الناس أنه لا توجد فلسفية سياسية تحكم العملية السياسية في العراق بعد 2003. الا ان الامر ليس كذلك، فهناك رؤية سياسية من قبل راسمي السياسية العراقية، وهم غير عراقيين. فالمرحلة بما تحمل من شذوذ تحتاج مبررا يقنع من امكن من الناس ولو لمرحلة معينة بقبول هذه الفلسفة. وهي ليست فلسفية بناءة، ولا تحمل رؤية للتمنية والتطوير، بل هي فلسفة تبرير وتمرير.

ومن ابرز مظاهر هذا الفلسفة السياسية:
1- التاكيد على الهوية الفرعية: طرحات قضية الهوية الفرعية باعتبارها بديلا عما تعرض له الشيعة من ظلم وتمييز، ومنعهم من ممارسة طقوسهم وغير ذلك، وما تعرض له الاكراد من قهر واذى، لذا فقد تم طرح الهوية الفرعية والتاكيد عليها، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان هناك تشظي مستمر وقي كل المجالات، نزل إلى العشيرة التي اخذت حجما كبيرا تجاوز القانون وحل محله وذلك بادعاء ان العشيرة تمثل بناء اصيلا في المجتمع العراقي العشائري، كما صرت تسمع اصطلاحات من قبيل الشعب البصري وربما الشعب النجفي، او رفع شعارات من قبيل "محافظتي اولا" تؤكد على الهوية الفرعية فضلا عن شيوع اسلوب المن في الخطاب السياسي كالتذكير بأنه لولا البصرة لجاع العراق، ولولا الشيعة لاحتلت داعش العراق، رغم ان العراق بلد واحد وبالتالي فان سلة غذائه واحدة وامنه واحد.

كما ان من مظاهر هذه النقطة تفتيت السلطة، وعدم وجود قوة مركزية تمثل الدولة بدعوى الديمقراطية واختلاف الآراء، واعطاء مكانة كبيرة للمؤسسة الدينية للعمل السياسي، ودعم مكانة رؤساء العشائر.

2- الاهتمام بالطقوس الدينية: بدعوى انها تمثل هوية للطوائف والجماعات. وسبب الدعم الحقيقي هو كونها اهم وسيلة لخداع الناس والسيطرة على عقولهم، ولهذا تجد كل الفاسدين يسرعون الى دعم تلك الطقوس والمشاركة فيها، لا سيما وأنها تنفع ايضا في تفتيت المجتمع، ودعم الهويات الفرعية على حساب الهوية الجامعة.

3- نبذ مفهوم القوة: ونشر الميوعة وتوفير غطاء لانتشار ظاهرة التخنث والشذوذ ( جماعة يا عطواني صورني)، وانتقاد تاريخ الجيش والتهجم عليه، والتاكيد على عدم تسليحه كي لا يكون خطرا على المكونات، والحقيقة أن الهدف هو عدم ايجاد اي طرف قوي يفرض ارادته ورؤيته... وتعجبت عندما سمعت فيديو للسيد عمار الحكيم وهو ينتقد تسليح الجيش ويقول بأن هناك نية لتسليح الجيش بهمرات وربما طائرات، رغم ان الهمر الواحد تكفي لبناء ملعب يلعب فيه الشباب!! هل هذا منطق رجال دولة؟

4- استعمال اللهجة العامية: عليك ان لا تستغرب عندما تسمع خطابا سياسيا من قبيل شعار "احنا كدها" وشعارات من قبيل "نحجي معلك" فضلا عن كثير من اليافطات التي تتضمن كلمات وشعارات باللهجة العامية.. واسماء المحلات التي تستعمل الفاظا اجنبية، رغم أن القانون لا يسمح بذلك، وهذا ليس امرا عرضيا، بل يهدف الى ابعاد الامة عن ثقافتها، وكلنا نعرف مدى اهتمام الشعوب والدول بلغتها وثقافتها. مع العلم أنه صدر في العراق سنة 1977 قانون رقم (64) باسم قانون المحافظة على سلامة اللغة العربية.

كما يهدف الى تمييع الثقافة وتسخيفها، وهو ما يساهم في اضعاف الشعب وتسفيه عقول شبابه.

لهذا فإن سخف هذه المرحلة، وفشل قادتها لا يلغي وجود رؤية لها تعتمد تبرير وجودها، وتبرير اخطائها، وكلها أخطاء.





إرسال تعليق

0 تعليقات