آخر الأخبار

علنية هز الوسط .. دلالة قيمية وسط نهار العاصمة !!






علنية هز الوسط ..
دلالة قيمية وسط نهار العاصمة !!

 حسين الذكر

في احدي التقاطعات الرئيسية لشوارع بغداد وبما يتناسب مع زحمة مرور ظاهرة كجزء من تخلف النظام المروري العراقي العام ، قضينا وقت طويل في بقعة مكانية تحمل معان وتعابير تشرح في بعض رسائلها الظاهرة والباطنة ما يمكن ان نسميه خلل القيم المجتمعية ، فقد شوهدت بالجانب الاخر باصات كبيرة لسفرة مدرسية ، تبدو أعمار تلاميذها لمرحلة ابتدائية لم تتجاوز سن  ( 6 – 12 ) ، لكن الأفعال الرقصية والإشارات الموحية والموسيقى والعناق والصراخ والقفز والنظرات المتطايرة من خلف النوافذ توحي بسلوكيات اكبر من العمر بتعمد تشعر انه جزء من غزو ثقافي خطير شاء له ان يهيمن ويستشري جراء نقص قيمي وخلل استيعابي لمفهوم ( الحرية ) .
في ذات التقاطع وفيما كانت السيارات متشابكة متداخلة ( لا تعرف رأسها من قدميها ) كلوحة تعبيرية عن التخلف السائد والفوضى الضاربة ، بدى المكان خال من شرطي المرور ، لكنه ظهر من بعيد يضحك مع زملائه المشغولون بالموبايل والمسامرة العلنية بفضح النهار وهم متجمعون تحت ظل شجرة بعيدا عن موقع ( الحدث الزحمي ) .. ظل صخب الهرج والمرج السائد بباصات المدرسة التي بدت فيها عدم مسؤولية الملاك التعليمي والإداري المرافق او عجزه التام في زمن اصبح المعلم الحلقة الأضعف أمام التهديد والوعيد والدكة العشارية والكوامة والفساد الإداري وتفشي ظواهر لم يكن لها سلطان من قبل .... وغيرها من مفردات غزتنا حد الخجل بعد الاحتلال ( الاكشر )  بنوعه البريمري او مخرجاته السوداء .

كنت أتمشى وحيدا اذرع شوارع منطقتي حزنا على ما آل اليه الوضع الخدمي ، حيث الحفر والتعرجات والمياه الراكدة واحتلال الرصيف بصورة كيفية مزاجية بلا خشية ولا وازع ولا عرف ولا قانون ، وقد شاهدت رجل مسن ضعيف البدن والحال يحدث نفسه ، ثم التفت الي سائلا : ( هل توجد صيدلية ) ؟ بدى السؤال غريب حيث امتلأت بغداد بالصيدليات بين فرع وفرع بادوية تنقل بالشاحنات وكأنها حاويات ملابس أو خضروات .. لا يعرف مدى خضوعها للرقابة فضلا عن كونها بلا تسعيرة واغلبها تصرف دون الحاجة الى وصفات طبية ، كأن الصيدلي دكان بقالة همه البيع وتحقيق الربح .. فقلت له هذه صيدلية وتلك صيدلية وهناك أخرى ، لكن الرجل لم يسمع وقرفص قريبا مني وبيده وصفة طبية ، ففهمت حاجته واخذت بيده نحو صيدلية بلغ سعر أدويته حدا مرتفع ، ثم ذهبت الى صيدلية قريبة منها ، ولنفس الوصفة والدواء انخفض السعر الى الثلثين ، ثم ذهبت الى غيرها فبدى السعر دون النصف .. وهكذا يبقى الفقير مغلوب على أمره مستغل من السلطة وفساد اغلب أدواتها وأجهزتها التي تحتاج الى رقابة ورقابتها أحوج الى رقيب فوق رقيب بمنظومة رقابية تحتاج الى صحوت ضمائر ووعي مجتمعي وربما قطع دابر ورقاب المفسدين .. بلا رقابة  .

إرسال تعليق

0 تعليقات