الصدر وتربية
البديل المناسب
الزركاني البدرى
من ركائز المهمة في ديمومة واستمرار أية رسالة إصلاحية هو دوام قائدها وهو الشخص الذي يمثل تلك الرسالة ويعبر القرآن الكريم عن ذلك بالأسوة الحسنة(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )الأحزاب/ ٢١
وهناك شواهد تاريخية على ذلك فمثلا التفت موسى عليه
السلام لهذه المشكلة وطلب من ربه ان يجعل (له وصيا )يساعده ويكمل الرسالة من بعده .
(واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري
واشركه في أمري )طه/ ٢٩-٣٢
وحينما ذهب موسى لميقات ربه استخلف أخاه هارون لإكمال
مسيرة الإصلاح في أمة بني إسرائيل .
(وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا
تتبع سبيل المفسدين )الأعراف/ ١٤٢
ومن جهة نلاحظ مدى التشتت والاختلاف بعد عيسى عليه
السلام حتى وصل الأمر أن يكون لكل مدع إنجيل سمي باسمه
وكذلك فعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث نصب
عليا(عليه السلام )للخلافة بعده وقد عد القرآن الكريم بيعة الغدير عدل الرسالة بل
الرسالة كلها وتمام النعمة وكمالها على الأمة .
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الإسلام دينا )المائدة/ ٣
واعتبر القرآن الكريم عدم تعيين البديل هو عدم تبليغ
الرسالة
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل
فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لايهدي القوم الكافرين )المائدة/ ٦٧
الشاهد من خلال هذه المقدمة......
وباعتبار أن السيد الصدر(قدس سره )ربيب القرآن ويمثل
الشريعة ففهم ان من تكليفه أن يكون له نفس الدور الذي كان لموسى(علية السلام
)ولرسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم في تنصيب وتعيين خليفة ومرجعا من بعده
وإكمال الرسالة وتطوير فهم الأمة والأخذ بيدها نحو الأطروحة العادلة ويكون مجتمعا
يطبق الشريعة والقرآن في كل تفاصيل الحياة ذلك لأن هذا المنهج من تعيين الخليفة
يعني
ان كل مرجعا- هو نائب للإمام(عليه السلام )يسير
بالأمة عدة خطوات لتطبيق الشريعة وكل ذلك لاحظ لاحظ لاحظ(سيكون سببا ومقدمة للظهور
الميمون للإمام المهدي المنتظر أرواحنا له الفداء )لأنه يؤسس مجتمعا صالحا عن طريق
المرجعية الرشيدة
وكان المولى المقدس الصدر ملتفتا إلى هذه الحكمة
وخصوصا إنه عاش أجوائها ومحنتها لأنه رأى السيد الشهيد الصدر الأول لم(يترك من
بعده قيادة أى القيادة الحركية )تقود الأمة فباستشهاده اندثر تقريبا الخط الحركي
الواعي..........؟؟؟؟؟؟
بخلاف ما عمل السيد الشهيد الصدر الثاني حيث استطاع
أن يربي بديلا ناجحا ولعله أفصل منه بكثير بشهادته هو قدس نفسه حيث قال(إنني أريد
أن أربي بديلا مماثلا لو صح التعبير ولربما أحسن مني ولربما أحسن مني بكثير )
واطمأن بإشارته لسماحة الشيخ اليعقوبي أنه سيبقى تيار
الصدر الثاني بل يستمر إلى الأفضل في وعيه وتدينه وهذا ما نشاهده اليوم في قواعد
المرجعية الرشيدة المتمثلة بالأب والمرجع اليعقوبي...
0 تعليقات