آخر الأخبار

محاولة أسلمت المجتمع المسلم !!







محاولة أسلمت المجتمع المسلم !!

د. محمد إبراهيم بسيوني

من الأسئلة الغائبة عن فكر معظمنا تزامن التدهور الأخلاقي المصري مع صعود التيارات الدينية وانتشار مظاهر التدين الشكلي.
لقد تزامن صعود التيارات الدينية مع ظاهرة الدعاة الذين يدعون المسلمين الى الإسلام. هذا إقرار ضمني بأن المجتمع كافر او فاسق في أحسن الأحوال وهذا هو محور أفكار سيد قطب.

وهكذا منذ أواخر السبعينيات أصبحت الدعوة أهم نشاط فكري في مصر لكن المدهش بعد مليارات الكلمات التي سكبها هؤلاء الدعاة لم تتحسن أخلاق الناس بل ساءت بصورة ملحوظة ولأسباب معينة منها ان الدعوة كان غرضها سياسي في المقام الأول ولأن فكرة الخلافة لم تغب يوما عن عقول هؤلاء الدعاة فكان همهم الحديث عن تطبيق الحدود ونشر الحجاب الذي يعتبر استفتاءا شعبيا علنيا على نفوذهم في مواجهة السلطة، فتم اختصار مفهوم الأخلاق في المظهر فقط. أصبحنا نرى ظاهرة اكتساح التدين الشكلي في مجتمعاتنا حتى باتت واحدة من أكثر الأشياء دلالة ًعلى انتشار مفهوم الدين المظهري والذي أصبح السمة الغالبة عند عامة الناس واتخذ وجها ً شعبويا.

 هؤلاء الدعاة استمروا في ربط الأخلاق بالجنس والمرأة وسقط منهم سهوا الدعوة لمحاربة النفاق الإداري أو المحسوبية أو التكاسل في العمل أو الدعوة لإتقان العمل أو عدم أكل حقوق الناس أو حتى النظافة. كل هذه الأشياء لا تعنيهم بالمرة فالمطلوب أولا تأسيس دولة إسلامية وصولا لحلم الخلافة. حلم الخلافة الوهمي الذي تعاملوا معه كأنه من أركان الإسلام وصوروه كحل سحري لإعادة أمجاد الماضي وإحلال الرخاء ودخول الجنة. المشكلة أساسا في فكرة أمجاد الماضي فلا أحد يقرأ التاريخ من مصادره بل يسمعه من جماعات تزينه وتجمله بل وتكذب بتبجح لتقديم صورة مثالية لا وجود لها.

‏ووسط هؤلاء الدعاة أصحاب عقيدة الخلافة ظهر نوع آخر من الدعاة ملأ عقول الناس بالكثير من التفاصيل والفتاوى والمرويات ليتصور كل مسلم ان الدين أمر معقد للغاية ويتطلب دائما اللجوء لداعية أو مفتي يرشده، وهكذا انتهى بنا الحال إلى تخصيص داعية لكل مواطن. واستبعد هنا الدعاة المتطرفين فمن لا يزال يتبعهم لا رجاء منه ولكن المعتدلين ماذا فعلوا في هذه القضايا خلال عشرات السنين؟؟
‏الانفجار السكاني (رفضوا تحديد النسل) "كل واحد بييجي برزقه". شركات توظيف الأموال (اقنعوا الملايين أن فوائد البنوك حرام). تجارة العملة (حلال كأي سلعة). انظر أثر الانفجار السكاني. انظر كيف دمرت شركات توظيف الأموال البنوك (البنوك هي عماد اقتصاد اي دولة). انظر كيف دفع الناس ثمن الاتجار في العملة وانظر لأكبر الكوارث تهيئة العقول والقلوب لحكم إسلامي (الإخوان المسلمون). هذه فقط بعض الكوارث التي تسببوا فيها حين تسلطوا على عقول الناس.
حلم الخلافة يا عزيزي هو حلم سياسي يبدأ تحقيقه بالوصول إلى السلطة. تذكر جيدا مواقف هؤلاء المعتدلين حين أصبح لمصر رئيسا ومرشدا وجماعة إرهابية تحكمها.
تعاقبت علينا المشاكل وأهمها، الانفجار السكاني ، والزيادة السكانية التي تلتهم الأخضر واليابس من اقتصاد البلد.. وذلك بعد أن حرَّموا تحديد النسل، مقنعين العامة بأن كل مولود يأتي برزقه.. أفكار بالية أرهقت المجتمع بأسره ودهورت أحوالنا الاقتصادية بعد أن تسلطوا على عقول الناس.
فلابد من إصلاح العقول التي فسدت على مدار هذه الأعوام بأفكار هؤلاء، ولا بد أن يلعب الأزهر الدور المستنير في تصحيح هذه المفاهيم، بل ونقترح عدم ظهور أي داعية على العامة إلا بعد إجازته باختبارات من الأزهر، ويفضل الاكتفاء بعلماء الدين المعروفين.
عميد طب المنيا السابق



إرسال تعليق

0 تعليقات