ليس بالتوكتوك تتقدم الأمم
د. محمد ابراهيم بسيوني
السيارة هي وسيلة لنقل الركاب
تعتمد على وجود محرّك يعمل عن طريق تفاعل شرارة كهربائية مع الوقود الذي يمنحها
القدرة على توليد طاقة حركية للانتقال من مكان إلى آخر. تُعدّ السيارات من أكثر
وسائل النقل انتشاراً واستخداماً بين الناس، حتى إنّ كثيراً من المِهَن ارتبطت بها
ارتباطاً وثيقاً، مثل سيارات الأجرة التي تعتمد على أن يدفع الراكب مبلغاً من
المال للسائق عند توصيله للمكان الذي يريد الذهاب إليه.
يُعدّ تاريخ صناعة السيارات
تاريخ غنيّ ومُتعرِّج، وقد يصعُب تتبُّعه بشكل دقيق، لكن أوّل ظهور للسيارات يعود
إلى القرن الخامس عشر الميلادي؛ حين قدّم كلّ من ليوناردو دافنشي وإسحاق نيوتن
تصاميم ورسومات مبدئيّة للسيارات، بعد ذلك؛ بدأ المخترعون بتجارب عديدة لصناعة
السيارات التي تنوّعت طرق عملها وأشكالها، فأوّل سيارة حقيقية ذات مُحرِّك بُخاري
صُنِعَت في عام 1769م على يدّ المُخترع نيكولا جوزيف كونيو في فرنسا في آرسنال
باريس، وكانت سيارة ثلاثية العِجالات تعمل بشكل ذاتي دون مساعدة خارجية؛ حيثُ
صُنِعَت لاستخدامات الجيش الفرنسي. أمّا أوّل سيارة كهربائية فظهرت في القرن
التاسع عشر الميلادي في اسكتلندا؛ حيث صنع المُخترع روبرت آنديرسون سيارة تعمل
بواسطة مُحرِّك كهربائي بين عاميّ 1832-1839م، وفيما بعد ظهرت فكرة المُحركات التي
تعمل بواسطة الوقود، وعَمِلَ المُخترع الألماني كارل فريدريش بنز على صناعة أوّل
سيّارة ذات مُحرّك يعمل من خلال تزويده بالبنزين في ألمانيا بين عاميّ 1885-1886م
وكانت ذات ثلاثة عِجال. بعد بنز، بنى المُخترعان غوتليب دايملر وفيلهلم مايباخ أول
سيارة ذات أربعة عِجال ومُحرِّك يعمل بالوقود في ألمانيا في عام 1886م، وسُمّيَ
المُحرك Cannstatt-Daimler.
في بداية عصر صناعة السيارات
ظهرت السيارة ثلاثية العجلات ثم فشلت في أثبات وجودها واندثرت بعد أن استقر العالم
على أن السيارة ذات العجلات الأربعة هي الأفضل والأنجح وكذلك حال الأمم فهناك
مواصفات محددة للنجاح والتقدم بغيرها تتحول بعض الأمم إلى مجرد "تكاتك"
وأحيانا إلى عربات "كارو".
العجلات الأربعة للتقدم في
العصر الحالي هي:
- فصل الدين عن السياسة.
- حرية الفكر والرأي
والإبداع.
- المواطنة الكاملة والمساواة
للجميع.
- تحفيز التفكير العلمي ونبذ
الخرافة.
تستطيع أن تنزع إحدى العجلات
الأربعة أو كلها لكن عليك وقتها أن تكف عن الشكوى من ركوب التوكتوك.
عميد طب المنيا السابق
0 تعليقات