أساسيات المذهب الشيعي (4)
صالح الوردانى
الولاية
اعتمد المذهب الشيعي فكرة
التولي والتبري ..
والمقصود بالتولي أي تولي أهل
البيت..
والتبري أي البراءة من أعدائهم
، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر..
وهى فكرة طائفية تقوم على عقل
الماضي وتزيد من حدة الخلاف والتباعد مع السنة..
وتبنى فقهاء الشيعة فكرة
الولاية المطلقة لأهل البيت على الكون والمخلوقات..
قال الخوئي في مصباح الفقهاهة
ج3/ 279: الظاهر أنه لا شبهة في ولايتهم على المخلوقات بأجمعهم، كما يظهر من
الأخبار - الروايات- لكونهم واسطة في الإيجاد، وبهم الوجود،وهم السبب في الخلق، إذ
لولاهم لما خلق الناس كلهم،وإنما خلقوا لأجلهم ، وبهم وجودهم، وهم الواسطة في
الإفاضة ، بل لهم الولاية التكوينية لما دون الخلق، فهذه الولاية نحو ولاية الله
تعالى على الخلق ولاية إيجابية وإن كانت هى ضعيفة بالنسبة إلى ولاية الله تعالى
على الخلق ..
وقال التبريزي في صراط النجاة
ج3/419: فكيف يظن بشخص يلتزم بإمامتهم، وأنهم عدل للنبي (ص) إلا في منصب النبوة
– ولا يلتزم بالولاية التكوينية لهم..
وقال الشيرازي في نفحات القرآن
ج 9/147: إن المسيح ينسب خلق الطير إلى الله تعالى ، بينما ينسب شفاء الأعمى
والأبرص وإحياء الموتى إلى نفسه، وبكن بإذن الله وأمره، وهذا هو المقصود من
الولاية التكوينية ، حيث أن الله تعالى قد يمنح مثل هذه القدرة للإنسان بحيث يؤثر
في عالم الخلق والطبيعية بأمره، ويخرق الأسباب الطبيعية، فيحيى الميت ويشفى المرضى
الذين يستحيل علاجهم..
وقال الأسكوئي في إحقاق الحق: إن
الأئمة المعصومين كانوا على علم بما في أرحام الأمهات وأصلاب الآباء ، كما كانوا على
علم بجميع الأمور الأخرى..
ودار خلاف بين فقهاء الشيعة
حول أهل البيت وهل ولايتهم تكوينية أم تشريعية..؟
قال كمال الحيدري في الثابت
والمتغيّر في المعرفة الدينيّة محاضرات الحيدري: نعم ، وقع الكلام أنّ الإمام أو
النبيّ معصوم أو ليس بمعصوم ؟ ووجد خلاف في ذلك ومقدار العصمة ودرجتها ؟ ودائرة
العصمة ما هي ؟ فالخلاف أيضاً بين علماء المسلمين في حدود دائرة العصمة ؟
ووقع خلاف بين علماء الإماميّة
أنفسهم في دائرة علم المعصوم ، هل علمه يشمل دائرة واسعة ؟ أو أنّه يختصّ بدائرة
ضيّقة ؟ وهناك بحث بين علمائنا في أنّ المعصوم له ولاية تكوينيّة ، أو ليست له
ولاية تكوينيّة ؟ وهل له ولاية تشريعيّة أو ليست له ولاية تشريعيّة ؟
وبالإضافة إلى فكرة الولاية
التكوينية تبنى المذهب الشيعي نسبة علم الغيب لأهل البيت..
وقد وردت العديد من الروايات
التي تؤكد هذه الفكرة:
روى في بصائر الدرجات عن
المفضل قال : قلت لأبي عبد الله عن علم الإمام بما في أقطار الأرض ..؟
قال : يا مفضل ، إن الله تبارك
وتعالى جعل للنبي (ص) خمسة أرواح :
روح الحياة وروح القوة وروح
الشهوة وروح الإيمان وروح القدس فيه حمل النبوة..
فإذا قبض النبي انتقل روح
القدس فصار في الإمام..
وروح القدس لا ينام ولا يغفل
ولا يلهو ولا يسهو ..
والأرواح الأربعة تنام وتلهو
وتغفل وتسهو ..
وروح القدس ثابت يرى به ما في
شرق الرض وغربها وبرها وبحرها..
وفي الكافي باب
تحت عنوان : باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى
عليهم الشيئ..
وباب آخر تحت عنوان : باب في
أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم..
0 تعليقات