حول رفاة مقبرة عسقلان!
أحمد الدبش
تداول الإعلام معلومات
"ملفقة" حول أصل الفلسطينيين القدامى، لتأكيد رواية "الكتاب
المقدس" (المتخيلة) حول أصل الفلسطينيين من كريت. وفي إطار نقدنا لهذه
الخرافة نوضح بعض الحقائق التالية:
- من المفيد، معرفة ان أغلب
عينات الرفأة هي (J1-Z2331) ، أي من الفرع (J1) من تصنيف السلالات البشرية حسب جينات الـY-DNA . وعمرها
لا يقل عن 10 آلاف سنة ، ونشأة هذه السلالة في جنوب الهلال الخصيب وهو جنوب
العراق، وقد حصلت هجرتين قويتين الأولى حصلت قبل عشرة آلاف سنة واتجهت شمال الهلال
الخصيب وجنوبا الى جنوب الجزيرة العربية ، ومن ثم أصبحت الجزيرة العربية بعد ذلك
بآلاف السنين من المراكز المصدرة للعرقية J1 .
- يظهر الفلسطينيون في
"الكتاب المقدس" أنهم قدموا من كريت أو من أوروبا، في عام 1200 ق.م، كما
يقرر ذلك أصحاب الخطاب التوراتي، دون دليل علمي.
- إذا وافقنا أصحاب هذا الرأي
[إن الفلسطينيون أصلهم أوروبي]، فكيف تكون عينات الرفاة من الفرع (J1) من
تصنيف السلالات البشرية حسب جينات الـY-DNA . وقد نشأ هذا الفرع (J1) في
الأرض العربية منذ 10000 عام ق.م؟!
- وهذه النتائج الجنية تدحض
مقولة ان الفلسطينيين غرباء، وتثبت ان الفلسطينيين في هذه الأرض العربية منذ 10000
عام ق.م.
- وانه لمن الضروري أن نعتمد
على مصادر أخرى كعلم الآثار واللغويات حتى يتسنى لنا أن نكتب تاريخ الشعب
الفلسطيني بمنهجية موضوعية.
- الحقيقة المؤكدة أن المخلفات
الحضارية الفلسطينية في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد وبضمن ذلك الساحل
الفلسطيني، تعتبر استمراراً لحضارة العصر البرونزي الأخير. ومن أهم المكتشفات التي
تنسب عادة للفلسطينيين فخار ملون بأشكال هندسية وطيور، وتظهر أيضاً أشكال حلزونية
ومجموعات من أنصاف دوائر متشابكة،أما أشكال الأواني نفسها فمشابهة للأواني التي
عثر عليها في جزيرتي رودس وقبرص، ولكنها غير مطابقة لها،ومن الصعب اعتبارها
مستوردة، بل على العكس فإن طينة الفخار محلية وصانعوها محليون أيضاً رغم تأثرهم
بصناعة الفخار المعروفة في الجزر الإيجية.
- أيضا فقد كانت أسماء آلهة
الفلسطينيين أمثال داجون وعشتروت، أسماء كنعانية [فينيقية]، كما أن العمارة من
مبان عامة ومنازل مستمدة من التقليد المعماري للعصرين البرونزيين الوسيط والأخير،
والحياة الدينية عند سكان الساحل الفلسطيني كنعانية [فينيقية] الأصل، وكذلك
المباني الدينية وأهمها: سلسة المعابد المتعاقبة في تل القصيلة التي أنشئت على
غرار المعابد الكنعانية / الفينيقية مع ما يظهر عليها من تأثيرات مصرية وإيجية.
- وبذلك يصعب على الباحث
التفريق بين ما يمكن نسبته إلى المجموعات البشرية التي سكنت فلسطين في أواخر الألف
الثاني قبل الميلاد، فوجود هذا الصنف من الفخار أو ذاك في منطقة معينة لا يدل
بالضرورة على سكنى هذه المنطقة من مجموعة إثنية مختلفة، ولكنها غالباً ما تعني أن
هذه المنطقة وقعت تحت تأثيرات خارجية
--
كاتب وباحث فلسطيني
0 تعليقات