استعمار مصر
د. محمد إبراهيم بسيونى
كتاب "استعمار مصر"
للكاتب البريطانى تيموثى ميتشل ...
الكتاب يطرح تفسيراً بطريق غير
مباشر حول الطبيعة النخبوية المصرية المتحركة على الساحة الآن، ومن يقرأ تلك
الأفكار يتكون لديه تفسيرات لبعض المشاهدات المسلمة لديه حول طبيعة النخبة المصرية
خصوصاً العربية عموماً، وليس فقط المقصود النخبة السياسية فى هذا الصدد بل وربما
الإجتماعية.
الكتاب بدأ فى فصوله الأخيرة،
وكأنما يتنبأ بالثورة، فى حين يقضى تقريباً على خرافة يتبناها اي نظام حكم يستند
على دعم أمريكى مطلق، مفادها أن مصر تعيش كارثة اقتصادية واجتماعية، جراء الخلل
الصارخ بين الجغرافيا والديموغرافيا، بمعنى أن مشكلات بلد النيل تكمن فى أن سكانه
يتضاعفون بصورة مذهلة عددياً، فى مقابل أن الدلتا ومساحة الوادى ثابتة، دونما أى
زيادة أو تمدد، وعليه يضرب الكتاب تلك الفرضية العبثية، ويعتبرها تزييفا مقصوداً
للوعى الجمعى للمصريين، بغرض عدم الوقوف على مشكلاتهم الحقيقية، ومن ثم تتفاقم
وتتسع وتتصاعد، ويغدو حلها، أو على الأقل تجاوز آثارها بأقل فاتورة خسائر ممكنة،
ضرباً من الخيال، المؤلف تيموثى ميتشل، صور الأمر على أنه جزء من عمليات القهر
والتنكيل والاضطهاد، التى مارسها على نطاق واسع نظم الحكم، بغرض تغييب الوعى عن
المشكلة الرئيسة فى مصر، وهى الخلل فى توزيع الثروة والسلطة، على جميع أفراد الشعب.
ويبقى الهدف الأكبر للكتاب
بحسب بعض الروايات، مرتكزاً على تعميق وعى المصريين عموماً بتاريخ الدولة الحديثة
فى بلدهم، بعدما قام على أساس من الهيمنة والقهر لسكانها، فى حين لم تكفل الدولة
لهم فى المقابل أى شكل من أشكال الأمان الاجتماعي أو الاقتصادي، ولم تستقل أبداً
عن الهيمنة الغربية المباشرة أو غير المباشرة.
عميد
طب المنيا السابق
0 تعليقات