آخر الأخبار

فقه الخلاف دليل على أعلمية المرجع اليعقوبي





فقه الخلاف دليل على أعلمية المرجع اليعقوبي

بقلم الشيخ / عبد الهادي الزيدي
ليس من الصحيح ان تناقش هذه الأمور على طريقة قلتم وقلنا لأنها ستصل الى ما لانهاية وبطبيعة الحال قد لا نصل الى نتيجة، لكن الذي يدفعني الى تسطير هذه الكلمات حتى لا يظن البعض عندما نتجاهل بعض المدعيات من هنا او هناك انها صحيحة، او يظن البعض بنفسه انه على حق، لذا سألخص الموضوع باتجاه محدد ولا اشعب الموضوع أكثر مما يلزم.

القضية الأولى: ان احمد الكاتب يدعي ان الشيخ اليعقوبي ليس مجتهدا، وهذه محاولة بائسة بمعنى الكلمة، وهو أسلوب بات واضحا عند الجميع، فالذي يتضرر من شخص فانه سيلجأ للتخبط ويتوسل بشتى الطرق ليضعف من تضرر منه ويذكرني هذا الأسلوب بحادثة، عندما حرم المرجع اليعقوبي التعامل مع بعض شركات التسوق الشبكي راحت هذه الشركات تصرف الأموال على بعضهم لعقد الندوات والمؤتمرات لتناقش اجتهاد الشيخ اليعقوبي، ولو لم يحرم التعامل مع هذه الشركات أكانوا يصرفون الأموال على هذه المؤتمرات والندوات؟ بكل تأكيد الجواب لا، وعندما حرم التطبير رأينا الذين يعتاشون على القضية الحسينية وما يسمونها شعائر راحوا يبثون سمومهم في المجتمع من خلال المنابر والفضائيات بان الشيخ اليعقوبي ليس مجتهدا وانه ضد الحسين (عليه السلام) والقائمة تطول.

ان من يحكم على مجتهد بعدم اجتهاده لا بد ان تكون مقومات هذا الحكم سليمة، وعلى رأسها ان يكون مطلعا على نتاجه الفكري وان يكون من سنخية واحدة ليتمكن من تشخيص مواطن الخلل والقوة ليبني حكما صحيحا ـــ فلا يمكن للنجار ان يقيم الأستاذ الجامعي ويشخص مدى قدرته على التدريس ــ فالمرجع اليعقوبي له نتاج بإمكان الجميع الاطلاع عليه وهو درس البحث الخارج الذي تجاوز المجلدات العشرة، وقد اختار ان يكون درسه في المسائل الخلافية، أي انه يرى ان المجتهد يجب ان يناقش الآراء التي وقع فيها الاختلاف ليأتي بشيء جديد لان الأبحاث الباقية هي إنما اجترار لما سبق، وبالوقت نفسه فإنها تبين للمتلقي سعة الاطلاع والهيمنة على الآراء. فهل اطلع احمد الكاتب على هذا السفر؟ وهل بالإمكان ان يجيبنا عن تساؤل أيقر باجتهاد المراجع في النجف او في قم؟ وإذا كانت الإجابة إيجابية فكيف تمكن من معرفة أنهم وصلوا هذه المرتبة؟ إما إذا لا يعترف باجتهاد أحد فلا كلام لنا معه لان المشكلة تكون أوسع. ان موضوعة اجتهاد الشيخ موضوعة مفروغ منها الحديث الآن عن أعلمية الشيخ على سائر المراجع المتصدين، ولا أظن ان أحدا يمكنه مجاراة قدرة الشيخ اليعقوبي العلمية. والذي يطلب الحق فيجده في مظانه وليس عبر توجيه كلمات منقوصة ومحاولة لذر الرماد في العيون.

أما مسالة ولاية الفقيه أو نيابة الإمام التي تتحسس منها، فإنك عندما تقول ان الشيخ اليعقوبي يقول بولاية الفقيه لم لا تذكر رأيه كاملا دون نقيصة؟ هل فاتك ان المرجع اليعقوبي يشترط في أعمال ولاية الفقيه ضرورة تحقق البيعة من المجتمع ويعني بالمجتمع الطبقة الواعية والمعتد بها من طلبة الحوزة؟ أي انه لم يجبر أحدا على ولايته.

القضية الثانية: ان مشكلتك الحقيقية هي مع القول بولادة الإمام المهدي (عليه السلام) فمن الواضح إنك ترفض هذه العقيدة وتناقش الآخرين على هذا الأساس، نقول بشكل موجز ان الروايات أثبتت ان ثمة اثنا عشرة إماما بداية بالإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتنتهي السلسلة بالإمام الثاني عشر، ومن المسلم به ان الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ولد وعاش ومات وهو من ضمن هذه السلسلة، وإذا قلنا بعدم ولادة الإمام الثاني عشر، فهل سيولد الإمام الثاني عشر بعد ألف عام؟ وكيف يولد وأبوه قد مات؟ وعلى هذه الحال فهذا المذهب يدعى أحد عشرية. قد نختلف في قضية معنى غيبته او كيفية ظهوره إلا ان مسالة انتسابه لأبيه العسكري وانه ولد فلا يمكن التشكيك بها، ولعلي لا أتكلف عناء نقل رواية او استدل بطرق أخرى فان القران على عظم شانه ومدى اتقانه إلا ان بعضهم غالط فيه وشكك وتقصى بعض التناقضات بحسب ما يظن الا ان المشكلة الحقيقية ليست في القران نفسه بل في الباحث نفسه فانه يسير بالنمط الذي يريد هو. وبشكل مبسط جدا ان ثمة تواتر بين علماء الشيعة الامامية الاثنا عشرية نص على ولادة الإمام المهدي وغيبته، بداية ممن عاش قريبا من عصر الحادثة والنصوص مثل الشيخ الصدوق والشيخ بن أبي عقيل العماني واحمد بن الجنيد والشيخ المفيد والسيد علم الدين المرتضى والشيخ الطوسي (قدس الله أرواحهم الطاهرة) إلى علمائنا اليوم الذين يقولون بولادة الإمام المهدي وغيبته، ولم يشذ عنهم إلا القليل ممن قال خلاف ذلك، فكل هؤلاء يوثق بدينهم وإخلاصهم وعلمهم ولا يمكن التواطئ على باطل لاختلاف أزمانهم.

وكل المراجع الآن يقولون بنيابة المعصوم فلم الكلام محدد تجاه المرجع اليعقوبي فالأولى ان يكون الكلام موجها لكل علماء الشيعة ومراجعهم.


أحمد الكاتب يستهدف اليعقوبي أم الإمام المهدي







إرسال تعليق

0 تعليقات