آخر الأخبار

العشاء الأخير





العشاء الأخير



فى البداية يجب أن نضع نقطة ومن أول السطر .... وهى أن كل مشاكل العالم العربى مشاكل سياسية وإشكالات يمكن حلها بالحوار والسياسة ...

مشكلة اليمن وليبيا والسودان وسوريا حلها سياسى دبلوماسي وليس عسكرياً ، ليس بالضرورة أن يخرج الجميع إما منتصرين أو منهزمين ، دائماً هناك حلول متوازنة وموضوعية ترضى الأطراف المتنازعة .


 مسرح العواصم


 باريس : البرلمان الفرنسى يبدأ الضغط على الحكومة الفرنسية لحظر بيع الأسلحة إلى السعودية .

 أبو ظبى : خروج دولة الإمارات من اليمن عسكرياً دون الرجوع إلى شركائها فى المعركة !!

الرياض : التحالف العربى لن يبقى فيه سوى المملكة العربية تحارب وحدها فى اليمن ، والاستمرار فى الحرب كلّف المملكة ما يقرب من ٣٥٠ مليار دولار وفق ما نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ، مما يستدعى إعادة التفكير فى الحسابات الخاصة بالسياسات المالية والكلفة الاقتصادية للحرب ، ووضع بدائل إستراتيجية أقل كُلفة .


لندن : الحكومة البريطانية تصر على بيع أسلحة إلى المملكة العربية فى حربها مع اليمن، رغم الضغوط القضائية بحظر البيع .


الدوحة : قطر تحتضن أكبر قاعدة أمريكية فى المنطقة العربية وترحب بزيادة حجم الاستثمارات القطرية الأمريكية ، رغم أن ترامب منذ عامين قد وصف قطر بالحاضنة الأكبر للإرهابيين فى العالم ، ورغم أنه لّوح مؤخراً بأنه من المحتمل أن يدرج تنظيم الإخوان المسلمين فى قائمة التنظيمات الإرهابية، واللقاء الأخير بين ترامب وتميم يُشير إلى أن ذلك التصريح سيتم وأده حالياً حمايةً لنظام " تميم" الذى يرعى التنظيم مالياً وإعلامياً .


 واشنطن : ترامب يُصرّ على تشكيل ما يسمى بالتحالف العربى الدولى لحماية حرية الملاحة بالممرات المائية ، وهذا يستدعى توريط أكبر للدول العربية وخاصة الخليجية لتحمّل نفقات هذا التحالف .


 بولتيكا : الرئيس التركى والرئيس الأمريكى يتظاهران بالخلاف فى تصريحاتهم الإعلامية ، رغم الاتفاق الخفى وغير المعلن بينهما فيما يخص التحركات التركية داخل المتوسط (التنقيب عن الغاز ، دعم الميليشيات الليبية المسلحة) ، يسير بانسيابية تامة وتوافق أمريكى بريطانى صهيونى .


 فلسطين المحتلة : جيش الاحتلال الصهيونى يؤكد على أن أمن الخليج من أمن الدولة الصهيونية ، وعليهما أن يتحدّا من أجل القضاء على الإرهاب الإيرانى فى المنطقة ، رغم أن نتنياهو لم يتطرق إلى تاريخ العلاقات الصهيونية الإيرانية والدعم العسكرى واللوجيستى للنظام الإيرانى فى حربه مع العراق خلال القرن الماضى ، ألم تكن العراق حينها دولة خليجية ؟!
 ولم يتطرق نتنياهو أيضاً لدعم دولة قطر الخليجية للنظام الإيراني العدو للخليج ولجيش الاحتلال الصهيونى .

نتنياهو أخذ يمدح ويُمجّد الرئيس المصرى السيسى وقدّم قصائد غزل عفيف ، وشكره كثيراً على قيامه بمحاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة ، لكن نتنياهو لم يذكر فى أى خطاب له على وجه الإطلاق الأنظمة التى ترعى هذا الإرهاب (النظام التركي، والقطري) ، ولم يتطرق أبداً للحديث عن النظام التركى الذى يدعم الإرهاب لوجيستياً ومخابرتياً الذى قضى عليه صديقه العزيز على حد قوله " السيسى " فى مصر ، كما لم يذكر تميم بأى مكروه وسوء، لكن مجمل خطابات نتنياهو يؤكد فيها على أن الشيطان الأعظم فى العالم هو النظام الإيرانى وأن العالم كله لابد من أن يصب اهتمامه وتركيزه لمحاربة هذا الشيطان، أما عن جيش الاحتلال الصهيونى فهو صديق العرب خاصة الدول الخليجية ويسعى ليل نهار للحفاظ على أمن الخليج القومى .

أديس أبابا: فى إطار شكر نتنياهو قام بعمل منظومة دفاع صاروخى لحماية سد النهضة من أي اعتداء مصرى مستقبلى ...


الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكى تسبّبا فى مقتل ملايين العراقيين ونزوح وتهجير ملايين آخريين واعتقال وتعذيب الآلاف منهم ، ولكن ترامب الرحيم يقول أنّه ألغى الضربة العسكرية التى كان من المقرر تنفيذها على بعض الأهداف التكتيكية العسكرية الإيرانية ، حفاظاً على أرواح العسكريين البشرية فى تلك المواقع !! وكأنه يكتب رواية نثرية تحت عنوان " نحن بالفعل أعداء لكننا نحب أعدائنا ونحافظ على أرواحهم البريئة الطاهرة "!!

لا أحد يقرأ التاريخ من الساسة العرب الأفاضل ، الذين كتبوا قصائد هجاء فى شخص عبد الناصر ونظامه وقالوا قديماً إن أكبر خطأ استراتيجى قام به نظام عبد الناصر هو دخول اليمن عسكرياً ، ومن ورّطوه كان هدفهم التكتيكى هو إلهائه ، والاستراتيجى هو إنهاك المؤسسة العسكرية واستنزاف الدولة ، هؤلاء المهاجمين هم أنفسهم أكبر الداعمين للحرب فى اليمن من بداية اندلاعها .


وكأنها مسرحية درامية هزلية جمهورها العرب ، الذين مازالوا يُصفّقون لبطل الرواية " أمريكا " ، ومخرجها " جهاز الاستخبارات البريطانية والموساد ، والأبطال الثانويين " النظام التركى والقطرى والإيراني " .




إرسال تعليق

0 تعليقات