آخر الأخبار

العلة بريمرية لا حلول إلا عبر التخلص من أجندات الاحتلال بكل أشكاله وتبعياته!!











العلة بريمرية
لا حلول إلا عبر التخلص من أجندات الاحتلال بكل أشكاله وتبعياته!!


كتب - حسين الذكر

 في سؤال بسيط يراود كل عراقي شريف ، كان يحلم يوما بإزاحة الطاغوت وإعادة الحلم المسلوب بضرورة العيش الكريم في دولة وشعب عراقي موحد عزيز من شماله لجنوبه دون تمييز عرقي أو طائفي أو مذهبي أو قومي كما عانى الشعب ويلات تلك التخندقات المميتة خلال عقود وقرون ولت ..

الإشكالية تظهر جلية حد الخذلان حينما يتضح أن الشعب كان موهوم .. وما معانات الشيعة والأكراد والتسلح النوي والكيماوي ولجان التفتيش إلا خدعة غربية لغرض إعادة ترتيب أوراقها في الشرق عامة والعراق خاصة للبدا بحملة احتلال عالمية جديدة يكون العراق منطلقا لرسم حدودها وتطبيق أجنداتها بما يخدم إستراتيجية الغرب في الشرق كله ويبقي عمليات تدفق النفط مستمرة نحو الغرب بأسعار زهيدة ، تجعل من الشعب العراقي مقيدا مؤجندا مهددا من الرأس حتى أخمص القدمين بصورة مرعبة لا تنفع ولا تشبع ولا تشف معها مفردات الحصة التموينية ولا دولارات الرواتب التي تبدو متضخمة من الناحية الرقمية وفاشوشية من الناحية الفعلية .

ان العلة في الفهم الموحد ان لم يدرك العراقيون جميعا من شركاء الوطن ، بضرورة نسيان الماضي بحيث لا يفكر السنة بعودة نظام صدام وان تبقى المناصب والخيرات توزع لهم فقط تحت أكذوبة التهديد الشيعي المزعوم او أكذوبة التأمر الكردي ... وعلى القوى الشيعية التي تنفذت منذ 2003 حتى اليوم بصورة جلية عليها ان تدرك ان العراق لا يقاد من طائفة واحدة أو بأسلوب الأكثرية ، وعلى الأكراد نسيان الانفصال أو استمرار لعبة بيضة القبان باقليم يبنى على حساب مركز مهزوز ضعيف ، فان القوى العالمية والإقليمية المحيطة مستعدة للغزو والنهب والتهديم باي وقت ترتئيه ولا سلامة ولا اطمئنان لعراقي الا عبر توحد الصفوف والإيمان بالحق المشترك بعيدا عن المسميات والتخندقات والتحزبات والتسليح خارج أجهزة الدولة .. اذ لا عراق الا بوحدته ولا راحة لفئة على حساب جموع العراقيين ومن لم يتعلم من التاريخ فعليه ان يراجع أوراق الماضي القريب فانها اقرب للعبرة قبل ثوابت سنن تاريخية موغلة .

لم يحدث أن خرجت يوم ما من العراق قبل 2003 ، حيث لم تسنح الفرصة ولم تسمح الظروف ولم يتح حكم الدكتاتورية السائدة آنذاك أي مجال لإمكانية السفر ، مما جعلني أعيش كل أيام المحنة وقساوتها من حروب وإعدامات وحصار وفقر وتكميم أفواه وخوف ومقامرات عسكرية رعناء ، أدت الى خسارة ملايين الأرواح والأموال وهدمت البنى التحتية وقضت على المستقبل وأخرت البلد عقوداً وأجيالاً .. حتى أختمرت دعوات التغيير ببديل عراقي ، ممن عانوا وقاسوا ، ومن القادرين على تجاوز المحنة ولمّ شمل الوطن وأبنائه المهاجرين والمهجَّرين والمظلومين والمحاصرين ... ضمهم جميعاً تحت راية العراق الموحد ، بعيداً عن أي مظالم جديدة أو صناعة دكتاتوريات بديلة من أي جهة وتحت أي غطاء كان ، فإن دماء وأموال العراقيين بمختلف الفئات والقوميات والمذاهب والأحزاب تعرضت وضحَّت الكثير وتحملت أكثر ، وآن لنا أن نعيش بسلام وأمان كبقية خلق الله في أغلب - إن لم يكن جميع بلدان الشرق الأوسط والوطن العربي - لا سيما ونحن بلد تاريخ وحضارة وخيرات لا تنضب وشعب محبّ صبور غيور على كرامته ومقدساته وتاريخه وأبنائه ، يحمل من الإمكانات ما يؤهله لبلوغ مصاف الدول المتحضرة ، لو أتيحت له الظروف والأجواء الحسنة والقيادة الحكيمة المخلصة للوطن والشعب ، بعيداً عن كل أجندات خارجية أخرى ..

تلك كانت مرارة وآهات مرحلة دكتاتورية وعهد تفرد ونظام شمولي  ولى بلا رجعة ، كما أنها أماني وطموحات حدّ الأحلام لعهد جديد أسميناه ديمقراطياً وأردناه عراقاً جديداً مختلفاً جذرياً عمّا كان سائداً من ويلات ما قبل 2003 ، لكنه وللأسف جاء مولوداً مشوهاً ، تجلى بواقع فوضوي إنفلاتي  دموي ، أكثر مما حمله من سمة الديمقراطية أو أي من  مظاهرها .. مما جعل أغلب المواطنين لا سيما الفقراء منهم ، تائهين ضائعين حيارى  بين ما حدث ويحدث ، بعد كل تلك التضحيات والآمال والطموحات وبعد عقد من الديمقراطية المزعومة وزيف شعاراتها الرنانة ، وبعد سنوات ودورات من الانتخابات تكشفت عورة نظام الحكم فيها بتجلٍ ، فالوطن والشعب في حالة يرثى لها بكل الملفات والخدمات ، لم يتبدل من حال فقرائه إلا قليل غير موازٍ ولا متوازن مع خيراتنا وطموحاتنا وضياع مردودات نفطنا المالية الضخمة ، وفقاً لميزانيات سميت بالانفجارية فعلاً وقولاً ، لكنها وللأسف لم تخلف أثراً خدماتياً يذكر على أرض الواقع ، يحس به المواطنون بطريقة تدعو للأسى ويتيه بها لبّ العاقل وهو يضرب أخماساً بأسداس الفكر والوعي السياسي والاحساس الوطني ، عما جرى وما حدث والى أين نسير .. وما ينتظرنا من مصير ؟ بعد أن تم إضعاف الدولة وإفراغ مؤسساتها حداً أصبحت الأحزاب وقواها ومسلحوها أقدر على التنفيذ وأكثر سيطرة على المؤسسات ، بشكل أفرز واقعاً مريراً تسيطر فيه ظواهر سلبية غريبة عجيبة على المجتمع ، تتغلغل كل يوم ومع كل إنتخابات جديدة ، فرضت نفسها وقوانينها غير المتطابقة مع الطموح ولا تمثل آمال الشعب وإرادته ، وبقيت القيم في تراجع والمؤسسات في تدنٍ والشعب في هموم والتجربة تسير الى ضياع وتخلف ، ركب موجتها المنافقون والمتلونون ، حتى ساد اليأس بالنفوس وعتمت الآفاق واختنقت العبر وطمرت الطموحات ودفنت الآهات ، بانتظار تبدل جوهري على أرض الواقع ، يزيح هيكلة وتركيبة الحكم التي بنيت وفقاً لسنة بريمر ( سيئة الصيت) ،  حيث المحاصصة والتوافق وكل ما تبعها من أمراضها وجراثيمها الناخرة للمجتمع والوطن والشعب ..

إرسال تعليق

0 تعليقات