آخر الأخبار

جونسون والسيسى مصر وبريطانيا






جونسون والسيسى
مصر وبريطانيا


تسلم بوريس جونسون مقاليد الحكم فى بريطانيا الأربعاء الماضي. وتعلم جونسون فى مدرسة إيتن (
Eton) اعرق مدرسه فى بريطانيا والتى عادة مايدرس فيها أبناء العائلة المالكة.
تخرج جونسون من جامعة أكسفورد وأصبح عضو فى البرلمان البريطانى منذ عام ٢٠٠١ وكان عمدة لندن لفترتين متتاليتين وأخر منصب له كان وزيرا للخارجية. وينحدر جونسون من أصول تركية إسلاميه (جونسون كاثوليكي بالميلاد تحول لبروتستانت في المدرسة ومسيحياً اسمياً ).

ويعتبر جونسون اكبر زعماء حمله الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) وهو يمثل الاتجاه اليميني فى حزب المحافظين. وشكل جونسون هذا الأسبوع اكبر حكومة يمينيه منذ حكومة مارجريت تاتشر فى الثمانينات والعازمة على الخروج من الاتحاد الاوروبى مهما كان الثمن.
وهذا مايضع جونسون وحكومته فى مواجهة صداميه حتمية مع الجناح المعتدل فى حزبه والبرلمان حيث يتمتع بغالبيه مقعدين فقط والاتحاد الاوروربى. وبالرغم من ان جونسون يعتبر شخصيه خلافيه الا انه فاز فوزا ساحقا بين أعضاء حزبه باغلبيه ٦٧٪؜.


اهتم العديد فى مصر بوصول جونسون لمنصب رئيس وزراء بريطانيا لأسباب مختلفة. و اكيد مهم نفهم علاقة بريطانيا بمصر.

بريطانيا تدعم الاستقرار فى مصر وده مبدأ مهم فى سياساتهم الخارجية تجاه مصر. ولذلك لن تدعم حكومة جونسون أي حركات قد تؤدي لزعزعة الاستقرار فى مصر . أو حتى في ليبيا أو السودان .


وكذلك تدعم بريطانيا جهود مصر ضد الإرهاب. وطالبت بريطانيا مصر السماح لها بالدخول لمسرح العمليات فى سيناء لتقديم المساعدات المناسبة بناء على الواقع وهو مارفضته مصر ومازالت نقطه خلافيه. ولكن اكتفت بريطانيا بتدريب الجيش المصري على الكشف عن المتفجرات التى يستعملها الارهابين فى سيناء ومكافحة الإرهاب الميدانى ، والمناورات البحرية المشتركة. وهذا سوف يستمر تحت قيادة جونسون.


وتطمع مصر فى ان تقدم بريطانيا قدر اكبر من المعلومات الاستخباريه التى تستحوز عليها نتيجة امكانياتها الضخمة فى التصنت عن طريق ال جي سي اتش كيو (GCHQ) اكبر جهاز تصنت اليكتروني فى العالم. وتمنتع بريطانيا عن تقديم المعلومات التى قد تؤدي للقبض على أشخاص نتيجة عقوبة الإعدام فى مصر. وقد أغضبت هذه السياسة مصر حديثا حين أوقفت الخطوط البريطانية رحلاتها للقاهرة لمدة أسبوع لأسباب أمنيه دون إطلاع الحكومة المصرية على تلك الأسباب.

وسابقاً حينما أعلنت بريطانيا عن ان لديها معلومات ترجح ان سقوط الطائرة الروسية كان نتيجة عمليه إرهابيه دون اطلاع مصر على تلك المعلومات ولم تتورع عن إعلان وقف رحلاتها وإجلاء رعايها بينما كان السيسي فى طريقه للقاء رئيس وزراء بريطانيا (كاميرون حين ذاك). وهو ما اعتبرته مصر عدم احترام لأصول الضيافة ومانتج عنه التصريح الشهير لمسئول بريطاني "ان سلامة رعايا جلالة الملكة أهم من كرم الضيافة". ولايتوقع ان تتغير تلك السياسة بوصول جونسون للحكم.

ومازالت أجهزة مكافحة الإرهاب البريطانية والامريكية على قناعة من ان إسقاط الطائرة الروسية لم تكن لتتم دون مساعدة داخليه يعنى أجهزة تأمين مطار شرم الشيخ كانت مخترقه آنذاك وهو ما اغضب مصر وروسيا حين ذاك خاصة فى ظل رفض كل من أمريكا (اوباما آنذاك) وبريطانيا (كاميرون آنذاك) اطلاع مصر او روسيا على المعلومات التى لديهم. واطلعت بريطانيا روسيا على المعلومات تحت اتفاقية لاتسمح بتمرير المعلومات لطرف تالت بعد ضغط من بوتين ومكالمة ساخنة لكاميرون يقال ان بوتين صرخ فى كاميرون ع التليفون قائلا "ان الطائرة روسية والضحايا روسيين لماذا لاتطلع روسيا على مالديك ان ذلك غير اخلاقى" وبالفعل مساء هذا اليوم أطلع رئيس المخابرات البريطانية رئيس المخابرات الروسية على مالديه وهو ماأدى الى قرار بوتين بوقف جميع الرحلات الروسية لمصر صباح تلك المكالمة. وهو ما اغضب مصر اكثر .


1. يريطانيا لاتزال اكبر مستثمر اجتبى فى مصر بلا منازع. واستثمرت الشركات البريطانية أكثر من ٣٠ مليار دولار فى الفترة من ٢٠١١ حتى ٢٠١٦ معظمها ف البترول. ويصل حجم التبادل التجاري الى ٢ مليار دولار .
2. تستحوز بريتش بيتروليم على أكثر من ٥٠٪؜ من الغاز المستخرج من مصر
3. دعمت الحكومة البريطانية اتفاقيه البنك الدولى وقدمت قرض قدره ١٥٠ مليون دولا من ال ٦ مليار دولا اللي كانت مصر المفروض تلمهم عشان تحصل ع القرض. بس هذه المساعدة برضه كانت مقابل تسديد الديون المستحقة لشركات البترول ومنها طبعا بريتش بيتروليم. وبالفعل التزمت مصر بجدول دفع مستحقات شركات البترول الأجنبية والتى انخفضت من ٦.٣ مليار دولار فى ٢٠١١ الى ٩٠٠ مليون فى يونيو الماضى.

4. توسطت بريطانيا لدى السعودية لتسرع بالدفع بماتعهدت به (٢ مليار ) لمصر من ال ٦ مليار وطالبت السعودية حينذاك إدراج إصلاح الجهاز الإداري الحكومي ضمن برنامج صندوق النقد. وهو ماحدث. ستستمر بريطانيا فى دعم مصر اقتصاديا تحت قيادة جونسون وسوف تشجع مصر على عقد اتفاقيه غير نقدية مع صندوق النقد لاستمرار الثقة فى الاقتصاد المصري.
ولكن ماهى نقاط الخلاف:
1.      ترى مصر ان بريطانيا لاتمنح القيادة المصرية "البريستيج" التى تتمتع به من دول اوروربية أخرى مثل ألمانيا وفرنسا.
ولكن رحبت بريطانيا بتعيين سيدات فى حكومة السيسي .

2. بريطانيا ترفض التعديلات الدستورية ودي النقطة الخلافية الأهم. وتعتبر ان ولاية السيسي الحالية هى الولاية الاخيرة طبقا للدستور قبل التعديل وتقبلت على مضض وضغط من أمريكا تمديدها الى ٦ سنين.


3. بريطانيا تعتبر إن الإخوان اكبر قوى معارضه فى مصر وتقدر أعداد أعضاء الإخوان الرسمي بأكثر من مليون عضو ، بريطانيا تمنح اللجوء السياسي للأعضاء البارزيين للإخوان او الصادر ضدهم أحكام إعدام. وتمتنع عن منح اللجوء السياسي او حتى دخول بريطانيا لاي عضو متهم بالدعوي للعنف وتستخدم تسجيلات رسميه ضد الداعين للعنف (بما فيها تسجيلات من رابعه) وبالفعل تم منع القرضاوي من دخول بريطانيا لتأييده للعنف لأغراض سياسيه.


4. العلاقة بين الإخوان وبريطانيا علاقة مثيرة . حزب المحافظين لا يشجع الإخوان بس شايفهم مفيدين ! فتوقع ان يتخذ جونسون خط اكتر تشددا ضد الإخوان و خاصة ان الآن بين أعضاء حكومته مايكل جوف نائب رئيس الوزراء و بريتي باتيل وزيرة الداخلية واللذين يعتبرون ان الإخوان جماعه متطرفة وان كتابات سيد قطب تدعو للعنف والإرهاب . وعزل جوف حينما كان وزير التعليم مجالس إدارة مدارس إسلاميه لأسباب منها وجود كتب سيد قطب فى مكتبة المدرسة.
5. بالرغم من الإيحاءات الإعلامية فى مصر ان الحكومة البريطانية متعاطفه مع الإخوان فان ذلك ليس صحيح بل ان الحكومة البريطانيه أصبحت تتدقق بشده فى منح تأشيرات الدخول للمصريين لاي سبب تحاشيا لدخول اي عضو من الإخوان وطلب اللجوء السياسي. وحزب المحافظين يضع جميع أعمال الإخوان تحت المراقبة وفحص أعمال اكبر ثلاث جمعيات خيريه إسلاميه مؤيده للإخوان وتم استقالة أعضاء الإخوان من مجالس إدارة تلك الجمعيات .


6. ولكن استعملت أجهزة الأمن الوطنى البريطاني الإخوان فى التخلص من سيطرة بعض المتطرفين على بعض المساجد فى بريطانيا مثل أبو حمزة المصري فى جامع فينسبري بارك والذى أطاحت بالفعل جماعة الإخوان به وتسيطر الآن على إدارة ذلك المسجد.


7. الإخوان والأصوات الإسلامية تذهب لحزب العمل البريطاني ويعمل الإخوان على التقرب لقيادات حزب العمل بمساعدتهم فى حشد الأصوات الإسلامية لصالحهم فى الانتخابات.


8. جونسون ومصر وليبيا: تدعم بريطانيا حكومة سراج المعترف بها من الأمم المتحدة وتحاول بريطانيا أخيرا تنقية صورة حكومة سراج من صداقة الجماعات الاسلامية حتى تسطيع الحصول لها على دعم دولى اكبر خاصة من أمريكا. وبالفعل تعاونت حكومة سراج بتسليم شقيق الارهابى منفذ عملية مانشستر لبريطانيا وألقت القبض على قيادات القاعدة فى مصراته وأبعدت عبد الحكيم بلحاج المقرب من الإخوان والقاعدة من المشهد السياسيى. جونسون يؤيد "الاستقرار" فى ليبيا ولن يسمح بهجوم على طرابلس وسوف يكون أكثر وقاحة فى إصراره على ذلك خاصة كناية فى فرنسا الداعمة لحفتر والخلاف الفرنسي البريطانى حول الخروج من الاتحاد الاوروربى . ويثق جونسون فى مساندة ترامب لوجهة نظره.
فتوقع تهدئة العمليات العسكرية فى ليبيا ووقف إطلاق النار لغاية آخر أكتوبر وجونسون يخلص من موضوع الخروج من الاتحاد الاوروربى. مصر مش هاتكون مبسوطه قوي بس هاتقدر تتعايش مع الموضوع لانها لاتريد صراع عسكري مباشر وممكن تتأقلم مع وجهة نظر جونسون السابقه والتى يرى فيها ان حفتر له دور فى قيادة ليبيا المرحلية وان لم يكن دور قيادى. المشكله هل تسطيع الديبلوماسيه المصريه صياغة هذا الدور بما يخدم مصالحها ودون شق الصف مع الامارات والسعوديه؟


9. جونسون والسودان: جونسون والسياسة البريطانيه عموما تدعم الاتفاق للمرحله الانتقاليه الذي تم توقيعه حديثا بين المجلس العسكري السودانى وقوى التغيير . وكانت بريطانيا قد اوزعت نيجيريا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الإفريقي بعد توقف المفاوضات فى السودان واختيار وسيط غير عربى لقيادة المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى التغيير ولكن ما اثار دهشة مصر هو اختيار اثيوبيا "او تطوعها" دون استشارة مصر كالرئيس الحالى للاتحاد الافريقى. هناك تقارب فى وجهات النظر بين مصر وبريطانيا تجاه السودان وان كانت غير متطابقه. لن يعبأ جونسون فى المرحله الحاليه بالنقاط الخلافيه وسيكون اكثر شراسه واقل دبلوماسيه فى التعبير عن وجهة النظر البريطانيه من سابقته تيريزا ماي .
وللفهم أكثر: الاتحاد الاوروبى سلم ملف مصر لترامب وترامب سلم ملف ليبيا والسودان للاتحاد الاوروربى. والاتحاد الاوروربى سلم ملف ليبيا لبريطانيا وفرنسا وملف السودان لبريطانيا. لو فرنسا وبريطانيا اتخانقوا فى ليبيا ترامب هايقف مع جونسون وجونسون هايسمع كلام ترامب تجاه مصر . كده اسهل اعتقد ودومتم بسعاده







إرسال تعليق

0 تعليقات