آخر الأخبار

أساسيات المذهب الشيعي (7)




أساسيات المذهب الشيعي (7)






صالح الوردانى

المقدسات
يظهر المذهب الشيعي حالة من الغلو الشديدة في مراقد أهل البيت، من حيث الإنفاق عليها وتزيينها، ومن حيث اعتبارها حرماً وإطلاق اسم العتبات المقدسة عليها..

وميزانية بعض العتبات تفوق ميزانية الدولة..

وسوء الإدارة والإسراف غير المبرر وضعف الخدمات هو السمة الغالبة للقائمين على هذه العتبات..

ويعود السبب في ذلك إلى أن هذه العتبات تدار من قبل غير الأكفاء من أصحاب العمائم الذين تتحكم فيهم النزعة المذهبية ويفتقدون للوعي الإداري والإعلامي..

وقد ارتبط بهذه المراقد العديد من الأدعية والطقوس المبتدعة لدعم هذه الحالة..
والقيمة العالية لأهل البيت لا توجب هذا الغلو..
وهم لم يكونوا رسلاً ولا أنبياء، وإنما كانوا أئمة يبلغون ويبينون الدين للناس..
وتلك كانت مهمتهم كما كانت مهمة الرسل والأنبياء من قبلهم..
ولم تكن سيرتهم ولا حالهم يوجب هذا الغلو فبهم..
إلا أن الشيعة تركوا قيم أهل البيت وأمسكوا بصروحهم..
واعتكفوا من حول قبورهم ينادون عليهم ليل نهار..
وليس في تأريخ أهل البيت ولا سلوكهم ما يبرر هذا..
وهذه الصروح ومايجري فيها وحولها كله من صنع السياسة والفقهاء..
كما أن هناك العديد من العائلات تحتكر بعض المراقد وتستثمرها..
والسؤال هنا : هل الإنفاق على الأموات مقدم على الإنفاق على الأحياء..؟
والجواب بالطبع لا..
لكنها المذاهب والسياسة..
ويجري الآن في إيران تشييد حرم جديد هو حرم الخميني يمثل في ضخامته حرم الإمام علي، هذا بالإضافة إلى حرم المعصومة شقيقة الإمام علي الرضا في قم..

قال صاحب سفينة البحار: بني أسد لمّا دفنوا الشهداء مع مولانا الإمام السجّاد(عليه السلام). بنوا على قبورهم الشريفة رسوماً لكي يعرف الزائرون مواضع الزيارة..

ثمّ إنّ المختار بن أبي عبيدة الثقفي شيّد المشهد، وأسّس قرية صغيرة حوله وبقي معموراً. وكان للحائر الحسيني بابان شرقي وغربي يزوره المؤمنون..
هكذا إلى أيّام خلافة هارون الرشيد، وهو هدم البناء حتّى أمر بقطع السدرة الّتي كانت في وسط المشهد الشريف..
ولمّا تولى المأمون الخلافة أمر بإعادة البناء وبقي معموراً إلى زمان المتوكّل..
وفي سنة 370ه زار عضد الدولة البويهي المشهد الحسيني فأمر بتعمير عامّ في كافة أنحاء المشهد وما حوله..
وفي سنة 914 ه لمّا فتح إسماعيل الصفوي بغداد ذهب إلى زيارة مشهد الحسين وأمر بتذهيب حواشي الضريح، وأهدى اثني عشر قنديلاً من الذهب، وهذا أوّل إدخال الذهب على العمارة المقدّسة..

وفي سنة 1287ه جاء السلطان ناصر الدين شاه القاجار إلى العراق بدعوة رسميّة من الحكومة العثمانيّة فزار، وأمر بتجديد الأبنية في المشهد الحسيني، و تبديل صفائح الذهب، وتذهيب القبّة الطاهرة السامية، واستملك دوراً فأضافها إلى الصحن الشريف من الجهة الغربيّة،انظر مستدرك سفينة البحار ج2 وانظر كامل الزيارة..

وتبدو حالة من الغلو في مدينة كربلاء خاصة التي عدت على رأس المدن المقدسة..
ومن خلال زيارة الأربعين التي تعد بدعة لا أساس لها شرعاً..
وما يظهر من خلال الروايات التي تفاضل بين مكة وكربلاء وترفع كربلاء فوق مكة..
والروايات التي تضخم النجف وتعلي من قدرها..
من هذه الروايات : خلق الله كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك،انظر تهذيب الأحكام للطوسي ج6/72
أن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بُنيَ بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق؟ وجعلت حرم الله وأمنه؟ فأوحى الله إليها كفي وقري، ما فَضْلُ ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الابرة غمست في البحر، فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من ضمنته كربلاء لما خلقتك.. انظر وسائل الشيعة للحر العاملي ج10/403 باب استحباب التبرك بكربلاء..
وعن الصادق قال: مكة حرم الله وحرم رسوله، وحرم علي بن ابي طالب فيها بمائة الف صلاة، والدرهم فيها بعشرة الف درهم. والمدينة حرم الله وحرم علي بن ابي طالب الصلاة فيها بعشرة الف صلاة، والدرهم بعشرة الف درهم. والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن ابي طالب الصلاة في مسجدها بألف صلاة، والدرهم فيها بألف درهم، انظر فضل الكوفة ومساجدهالمحمد بن جعفر المشهدي..
ولا تظهر حالة الغلو هذه في مراقد الأنبياء الذين يكثرون في العراق..
أو حتى في آدم ونوح الذي دفن الإمام علي بجوارهما كما تقول الروايات الشيعية..
والقرآن لم يذكر لنا سوى حرماً مقدساً واحداً وهو البيت العتيق بمكة..
(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) إبراهيم/37
(أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) القصص/57
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) العنكبوت/67

وإذا كانت النجف وكربلاء بهذه القيمة العالية التي ترفعها فوق مكة ، فلماذا لم يخترها إبراهيم ليسكن فيها ذريته واختار مكة..؟
هل كان غافلاً عن قيمة النجف وكربلاء، أم أن الوحى أخطأ في توحيهه..؟
مع الإشارة إلى أن أهل البيت من ذريته..
وليس المقصود من هذا الطرح هو نفي التوسل أو تحريم الزيارة وإنما رفض هذه المظاهر البدعية التي لا تمت لأهل البيت بصلة..




إرسال تعليق

0 تعليقات