أساسيات المذهب الشيعي(8)
صالح الوردانى
أركان الدين وأركان المذهب
جاء في أمالي المفيد وبحار
الأنوار ج 36: قال رسول الله (ص) لعلي: يا علي أنا وأنت وابناك الحسن والحسين
وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام، من تبعنا نجا ومن تخلف عنا فإلى
النار..
وحدد فقهاء الشيعة أن أصول
الدين هى :التوحيد، ، النبوة، المعاد، العدل، الإمامة..
ولا خلاف بين المذاهب
الإسلامية في التوحيد أو النبوة أو الميعاد ( اليوم الآخر)..
إنما وقع الخلاف حول العدل
والإمامة..
كذلك وقع الخلاف داخل المذهب
الشيعي..
هل الإمامة ركن من أركان
المذهب أم من أركان الدين..؟
وهل الرافضين للإمامة كفار..؟
قال المجلسي في رسالته في
الاعتقادات والسير والسلوك : وأما إنكار ما علم ضرورة من مذهب الامامية فهو يلحق
فاعله بالمخالفين ويخرجه عن التدين بدين الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين،
كإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وفضلهم وعلمهم ووجوب طاعتهم وفضل زيارتهم..
إلى أن قال: وأما مودتهم
وتعظيمهم في الجملة فمن ضروريات دين الإسلام ومنكره كافر..
وقال في بحاره ج 23 / 390 كتاب
الإمامة :
اعلم أن إطلاق لفظ الشرك
والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام، وفضل
عليهم غيرهم يدل على أنهم كفار مخلدون في النار..
وأما غير الشيعة الإمامية من
المخالفين وسائر فرق الشيعة ممن لم ينكر شيئاً من ضروريات دين الإسلام فهم فرقتان:
إحداهما المتعصبون المعاندون منهم ممن قد تمت عليهم الحجة فهم في النار خالدون..
والأخرى المستضعفون منهم وهم
الضعفاء العقول مثل النساء العاجزات والبله وأمثالهم..
ومن لم يتم عليه الحجة ممن
يموت في زمان الفترة، أو كان في موضع لم يأت إليه خبر الحجة ،فهم المرجون لأمر
الله، إما يعذبهم،وإما يتوب عليهم، فيرجى لهم النجاة من النار..
وجاء في البحار ج 65 / 244:
والإسلام هو الإذعان الظاهري بالله وبرسوله، وعدم إنكار ما علم ضرورة من دين الإسلام،
فلا يشترط فيه ولاية الأئمة عليهم السلام ولا الإقرار القلبي، فيدخل فيه
المنافقون، وجميع فرق المسلمين، ممن يظهر الشهادتين، عدا النواصب والغلاة
والمجسمة..
ومن أتى بما يخرجه عن الدين
كعبادة الصنم، وإلقاء المصحف في القاذورات عمداَ، ونحو ذلك..
ولما حصلت الشبه بين الأمة
واختلفوا في الإمامة خرجت عن كونه من ضروريات دين الإسلام..
فدم المخالفين وسائر فرق
المسلمين محفوظة إلا الخوارج والنواصب، فإن ولاية أهل البيت عليهم السلام أي
محبتهم من ضروريات دين جميع المسلمين ،وإنما الخلاف في إمامتهم..
والباغي على الإمام يجب قتله
بنص القرآن، وهذا الحكم إنما هو إلى ظهور القائم عليه السلام، إذ في ذلك الزمان
ترتفع الشبه، ويظهر الحق بحيث
لا يبقى لأحد عذر، فحكم منكر الإمامة في ذلك الزمان حكم سائر الكفار في وجوب قتلهم
وغير ذلك..
وقال الشيخ الأنصاري في رسائله
: لا يعتبر في الإيمان أزيد من التوحيد والتصديق بالنبي ، وبكونه صادقاً في كل ما
جاء به وبلغه على الناس أجمعين ، وليس المراد معرفة تفاصيل ذلك ، وإلا لم يكن من
آمن بمكة من أهل الجنة..
وجاء في تحف العقول للمجلسي
صفة الخروج من الإيمان:
وقد يخرج من الإيمان بخمس جهات
من الفعل كلها متشابهات معروفات: الكفر. والشرك. والضلال.والفسق. وركوب الكبائر..
وجاء في الكافي باب وجوه الكفر:
عن أبي عبدالله قال: قلت له:
أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل؟
قال: الكفر في كتاب الله على
خمسة أوجه:
فمنها كفر الجحود، والجحود على
وجهين ، والكفر بترك ما أمر الله ، وكفر البراءة ، وكفر النعم..
فأما كفر الجحود فهو الجحود
بالربوبية وهو قول من يقول: لا رب ولا جنة ولا نار..
وأما الوجه الآخر من الجحود
على معرفة وهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق، قد استقر عنده..
وقد قال الله عزوجل: "
وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهمْ "
والوجه الثالث من الكفر كفر
النعم..
والوجه الرابع من الكفر ترك ما
أمر الله عز وجل به..
والوجه الخامس من الكفر كفر البراء
ة وذلك قوله عز وجل يحكي قول إبراهيم عليه السلام: " كفرنا بكم وبدا بيننا
وبينكم العدواة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده "
يعني تبرأنا منكم..
ويبدو التناقض الواضح بين
أقوال المجلسي وروايات الكافي المنسوبة لأهل البيت والتي تبين حقيقة الكفر حسب
نصوص القرآن لا حسب أقوال الفقهاء..
والسؤال هنا : هل الذين برفضون
فكرة الإمامة يرفضون أهل البيت..؟
0 تعليقات