آخر الأخبار

متى تعود فلسطين ؟!





 متى تعود فلسطين ؟!


د. محمد إبراهيم بسيونى

كلمات كثيرة سمعناها طوال السبعون عاما الماضية تشتدق بها الكثيرين عن مدى الكفاح الفلسطينى وكم المعاناة ومدى الجهاد والمقاومة، ولكن الحقيقة ان كل ذلك ما هو الا تزيد وابتزاز، وصفقات تخلو من اى قيم. الكل تلاعب بالقضية وسوق لها لمصالحه. كل القادة العرب أرادوا ذلك من اجل التودد مع القوى العظمى. الفليسطينيون أنفسهم فعلوا ذلك فى سبيل الاسترزاق والابتزاز حتى بارواح ابناءهم، حتى الغرب ذاته وجد فى تلك القضية فرصة لجنى المصالح، وكأننا نعيش فى أقدم المسرحيات الهزلية فى التاريخ. مسرحيات قامت بها بعض قياداتهم حين كانوا يتلقون الأموال من الموساد ويدعون المقاومة. لو سردت الحكايات والقصص فى لبنان والأردن ثم تونس وسوريا، ثم فى أريحا، لعرف الجميع إنها مسرحيات الكوميديا السوداء، والتى ربما ايضا تجسدت فى حركة حماس التى وصل الأمر بها ان تدعى انها مقاومة إسلامية ولا احد يعرف كيف أنشأت، ومن كان وراء إنشائها، بل لقد وصل التبجح بها ان تعلن عن نفسها شىء ثم تنفيه. ان تعلن إنها اخوانية فى الوقت التى هى في الأصل حركة مقاومة. كيف يكون ذلك والإخوان لا تعترف باى وطن، وتراه حفنة من التراب العفن. لكن حركة حماس من طباعها انها لا ولن تستحى
ليصبح السؤال الذى ربما يتكرر فى ذهن كل فلسطينى مخلص فى ظل هذا المشهد، وهو هل من الممكن ان تعود فلسطين ويعود اهلها. الإجابة هنا واضحة، وقولا واحدا لا جدال ولا شك فيه، فى وجود هؤلاء الفلسطينيين المتصدرين لواجهة القضية فى حركة فتح وحماس، وكل تلك الأشكال التنظيمية التى تدار عن طريق عملاء الموساد فى الدول العربية والخليجية، لن تعود فلسطين بل ستتحول الى مجرد أوهام وأساطير ربما سيتحدث عنها الناس بعد ذلك باستخفاف او بفلكلورية، مثلما يتحدثون الان عن الهنود الحمر فى أمريكا.
لقد صدق تيودور هرتيزل حين أرسل رسالة لأحد أصدقائه واصفا ارض فلسطين بانها عروس جميل لكنها بلا اب يرعاها. نعم ان هؤلاء اللذين يطلقون على أنفسهم أنهم فلسطينيون وأصحاب قضية هم في معظمهم وفى مجموعهم ما هم الا مرتزقة يقتاتون على تلك القضية، دون ان يعرفوا ان للمقاومة ولشرفها شىء اخر، غير تلك الأنماط الحنجورية الملثمة التى تحمل سلاح هو بالنسبة لاسرائيل اقل من ألعاب الأطفال، ثم تتوعد وتنزر فى جعجعة لا يصدقها اى منطق، وتنشر ڤيديوهات بذلك واهية بالكذب من انها بذلك تقاوم من اجل القضية، وآخرون يرون ان وظيفتهم هى التحريض والرغبة بان تعود إليهم فلسطين على جثة اخر جندى مصرى، اما هم لو أتيحت لهم الأموال اللازمة فإنهم على استعداد لقتل كل جنود الجيش المصرى، مثل هؤلاء الإرهابيون فى بيت المقدس والمدعومون من كتائب القسام الإرهابية، بان الطريق للقدس هو عن طريق القاهرة. اما مجموعة المفاوضات فحدث ولا حرج حتى يصيبك الضحك حتى الثمالة.
ان فلسطين لكى تعود قضية يجب ان يعود الفلسطينيين الحقيقيين الذين يرون أنهم هم أصحاب الارض والحق حتى لو بعد مائة عام وسيهزم الجميع ويولى الجميع الدبر.
عميد طب المنيا السابق

إرسال تعليق

0 تعليقات