آخر الأخبار

قصة ضريح «الشيخ العبيط»: مسجد عُمر مكرم الآن..





قصة ضريح «الشيخ العبيط»: مسجد عُمر مكرم الآن..

سامح جمال

رُبما يبدو اسم «الشيخ العبيط» لا يليق بضريح أو مسجد، لأنّ «العبيط» كلمة بالعامية المصرية أو البهلول بالفارسية أو الدرويش بالتركية، تُرادف كلها نفس المعنى، وتُستخدم منذ العصر العثمانى وإلى الآن.

كانت تُعرف جزيرة «العبيط» باسم جزيرة «أروى»، أو كمّا يذكر المقريزي أنها تعرف بالجزيرة الوسطى، لأنها بين الروضة وبولاق والقاهرة والجيزة، وكانت مياه النيل تمر بين جزيرة العبيط وباب اللوق، فأمر الخديو إسماعيل بردمها، وقام بشراء جميع ما يوجد فى هذه المنطقة من بيوت وبساتين تمهيدًا لبناء سراي الإسماعيلية الصغرى «مجمع التحرير» الآن، وسراي الإسماعيلية الكبرى.
للمصريين عشق- بل هوى- غريب وهوس بالغيبيات، وهم يعشقون الأولياء، ويجعلون من كُل طيب وليُا، حتى ولو كان ماضيه يحمل الكثير من الخطايا، وإذا كان للشيخ اللص الشيخ يوسف، ميدان وضريح في جاردن سيتي، فإن في القاهرة شارع بلّ وجزيرة تحمل اسم الشيخ «العبيط»، وفقًا لكتاب «شوارع لها تاريخ» للكاتب، عباس الطرابيلي..

وجزيرة العبيط هى الجُزء الجنوبي من جزيرة الزمالك، أيّ في نفس موقع دار الأوبرا الجديدة التي حلّت محل أرض المعرض سابقًا. وكان هذا الجُزء يعرف باسم الجزيرة الوسطى لتوسطها بين جزيرتي الروضة والزمالك، قبل أنّ يتصل هذا الجزء بجزيرة الزمالك، بل إنّ جزيرة العبيط سُميت جزيرة تجاوزًا لانحصارها بين مجرى النيل ومجرى الخليج الناصري.

اشترى الخديو إسماعيل ما كان بجزيرة العبيط من منازل وقصور، وبدأ في بناء «سراى الإسماعيلية الكُبرى» وكان في نيته بناء قصرين، إلا أنّهُ اكتفى بقصر واحد هو سراى الإسماعيلية الصغرى، وأوقف بناء السراى الكُبرى في أرض العبيط بعد أنّ أنفق على أساساتها 38820 جنيهًا. وموقع سراى الإسماعيلية الصُغرى الآن مجمع التحرير وما أمامه من حدائق إلى شارع كوبري قصر النيل.
وكانَ للشيخ العبيط مسجد، دخلَ ضمنّ السور الغربي لسراى الإسماعيلية الصغرى قُرب كوبري قصر النيل القديم، وغير بعيد عن الجامع الطيبرسي، وموقع بناء جامع العبيط الآن جامع عُمر مكرم، ويصل إليه من الشارع الذي يطُل على السور الشرقي لقصر وزارة الخارجية، ولهذا حملَ هذا الشارع اسم، شارع الشيخ العبيط، وتغيّر مع هدم المسجد وبناء مسجد عُمر مكرم مكانه إلى شارع جامع عُمر مكرم.
أراد الملك فاروق أيضًا أن يقوم بإزالة مسجد وضريح الشيخ العبيط وإنشاء مسجد كبير يحمل اسم فاروق، كما أنه كان مقررا وضع تمثال للخديو إسماعيل وسط الميدان، ولم ينقذ الشيخ العبيط من يد فاروق سوى قيام ثورة يوليو 1952، التي أبقت على الضريح في موقعه، حتى قامت وزارة الأوقاف بتوسعة المسجد وتغيير اسمه إلى مسجد عمر مكرم.
أنشأ سراي الإسماعيلية «مقر وزارة الخارجية القديمة» بجوار ضريح سيدى العبيط، كعادة الحكام فى أخذ البركة من أصحاب الأضرحة، ولكن الشيء الغريب، كما يرى الكسبانى، أنه خلال حكم الرئيس عبدالناصر، تم بناء جامع عمر مكرم فوق ضريح الشيخ العبيط، فى الوقت الذى دفن فيه عمرمكرم بمقابر الخفير، ولم يدفن فى الجامع المسمى باسمه.
ويعتبر ضريح الشيخ العبيط من أغرب الأضرحة التى يتداول العامة حكاياتها، وقد أطلق عليه عدة أسماء منها «البهلول أو الدرويش»، وجميعها أسماء أطلقها عامة المصريين على الضريح الذى بنى بعد وفاته، على المنطقة المعروفة الآن بميدان التحرير.وظلت منطقة ميدان التحرير وجاردن سيتي التي يتوسطها الجامع، تحمل اسم العبيط.
وهناك رواية أخرى عن ضريح الشيخ العبيط، أنه كان أيام محمد علي، بصاصا على العامة من المصريين لينقل أخبارهم إلى الباشا، ولكن لا يوجد دليل على هذه الرواية.
وعندما شرع الخديو إسماعيل فى بناء سراي الإسماعيلية، كان الجامع يقع في الجهة الغربية، الذي أصبح جزءا من أوقاف السراي.
حي جاردن سيتي تم إتباع المدرسة الإنجليزية في تخطيطُه ليسكُنه الأثرياء وتُقام فيه القصور الضخمة فالأرض التي أُقيمَ فوقها هذا الحي كانت إما غرب النيل وليس في شرقُه كمّا هي الآن وإما كانت تحت مجرى النيل نفسُه سواء أيام بداية الفتح الإسلامي وحتى في العصر الأيوبي والمملوكي الذي كان مجرى النهر فيه يسير في نفس مسَار شارع قصر العيني الحالي وميدان التحرير وشارع 26 يوليو.
وجاردن سيتي كانت عُبارة عن 3 قصور كبيرة جميعها تطُل على النيل غربًا ولكُل منها حديقة كبيرة وهى القصر العالي , وقصر أحمد باشا , وسراى الإسماعيلية التي تكلفت وحدها 201260 جُنيهًا وموقع هذه السراى الآن مُجمع التحرير وما أمامه من حدائق حتى شارع كوبري قصر النيل أما سراى وزارة الخارجية فكانت قصرًا للأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كامل ..
في جاردن سيتي كان أشهر ما فيها ” قصر الدوبارة ” ليس بسبب القصر الذي كانَ موجودًا ولكن بسبب وجود السفارة البريطانية مُنذ كانت دارًا للحماية على مصر وكانَ الحكم الفعلي في مصر لقصرين هُما .. قصر عابدين حيثُ مقر الحكم الرسميّ لأبناء أسرة محمد علي مُنذ عهد إسماعيل وقصر الدوبارة حيثُ المندوب السامي البريطاني أو المُعتمد البريطاني.
الرواية الأخرى تقول الكثير..
أما ميدان الشيخ يوسف .. وصاحبُه شيخ منصر .. أو ضريح الشيخ العبيط
وكانَ الشيخ صالح أبو حديد وثالث لهُما من اللصوص وقاطعي الطُرق وكان يتخذ من درب سعادة ميدانًا لسرقاتِه قُرب باب الخلق ويرتدي زي الدراويش فلذلك أطلقوا عليه إسم الشيخ العبيط وكان العامة يعتقدون أنّ لهُ بركات حيثُ كان يجلس على الخليج المصري شارع بورسعيد الآن كلّما حلَّ الليل فإذا مرّ شخص بمفرده أرتفع صوت الشيخ قائلاً : يا واحد فيفهم أعضاء عصابتُه أنهُ بمفرده فينقضون عليه ويسرقون ما معهُ ثُم يقتلونه وعندّما ضجَ الناس نصبت الشرطة لهُ كمينُا وضبطوه متلبسًا هو وعصابتُه وعندّما قامت الشرطة بتعذيبُه اعترف الشيخ على زميلين أولهما الشيخ يوسف والثاني الشيخ صالح أبو حديد وبعدها لجأ الشيخ يوسف إلى لاظوغلي بك الوزير الأول للوالي محمد علي باشا وهو نائب الحاكم فعفا لاظوغلي عن الشيخ يوسف وعندّما مات الشيخ يوسف بنى لهُ لاظوغلي مقبرة وضريحًا دفن فيه الشيخ يوسف وعندّما أنشأ حي جاردن سيتي أطلقوا عليه اسم صاحب هذا الضريح على الأرض المجاورة لهُ فصار يُعرف باسم ميدان الشيخ يوسف.
وإذا كانَ اسم الشيخ قد ظلّ على الميدان إلا أنّ الشارع الذي كان يحمل اسمه تغير ليحمل الآن اسم الصحفي الوفديّ عبد القادر حمزة باشا صاحب جريدة البلاغ


إرسال تعليق

0 تعليقات