إيران لاتزال الأقوى في الخليج
بقلم // سعد اللامي
زيارة وفد من قادة حرس الحدود
والملاحة الإماراتي الى إيران يوم الثلاثاء الثلاثون من تموز ولقاءه قادة حرس
الحدود والملاحة البحرية الإيراني ، يعطي إشارة ايجابية ومؤكدة من ان الإمارات استشعرت
الخطر الكبير في الاستمرار في الانجرار وراء السياسة السعودية الخاطئة وفشلها
المتزايد في تحقيق أهدافها التوسعية في اليمن سيما وان الإمارات قررت الانسحاب
بجيشها من اليمن وسبقتها في ذلك المغرب ثم تبعتها السودان !!
زيارة الوفد العسكري الإماراتي وعلى لسان
المحللين السياسيين الإماراتيين يأتي في الوقت الذي تشهد فيه المياه الإقليمية
والدولية اضطرابا كبيرا في ظل الدعوات التي يطلقها ترامب لتشكيل تحالف دولي لحماية
خطوط الملاحة الدولية وخط سير الناقلات النفطية والتجارية وهي بذلك ، اي الامارات
تثبت التوقعات التي اشرنا اليها سابقا من انها بدأت تنسلخ من العباءة السعودية
وتستقرئ الاحداث القادمة بشكل اكثر دقة من خلال الاشارات التي وصلتها من دوائر
مخابراتية واستخباراتية واقتصادية وسياسية دولية في ضرورة فتح ابواب الحوار مرة
اخرى مع جارتها الاقليمية ايران ، وان الحرب ان اندلعت في مياه الخليج فأنها ستصيب
الجميع من دول الجوار بمقتل !
ممثل المملكة العربية السعودية
في الامم المتحدة من جانبه ، صرح بأن السعودية مستعدة لفتح حوار جديد ومن نوع آخر
مع ايران في الوقت الذي بدأت السلطات السعودية في ارسال صورا ايجابية عن طبيعة
تعاملها مع الحجاج الايرانيون الوافدون الى الحج بعد سوء معاملة لبعض الحجاج قبل
ايام من ذلك .
سبق كل هذا زيارة عراب الاتفاق
النووي ( يوسف بن علوي ) الى ايران ولقاءه شمخاني ثم ظريف وتصريحه بأن سلطنة عُمان
وايران يتحملان مسؤولية امن المياه الاقليمية ومضيق هرمز ، وهي رسالة كانت واضحة
جدا لدول الخليج الخمس الاخرى من ان عُمان لن تفرط بعلاقتها الاستراتيجية مع ايران
وهي تحظى بأحترام كبير هناك ولديها قبول واسع للدبلوماسية العالية التي تملكها
سيما وانها هي من رعت الاتفاق النووي منذ عام ٢٠١٣ و( يوسف بن علوي ) لايقوم بمثل
هكذا زيارات الا اذا كان يملك في جعبته شيئا مهما عدا الرسالة التي كُلف بتسليمها
من قبل بريطانيا الى الحكومة الايرانية .
وزير الخارجية الالماني الذي
سبق كل ماتحدثنا به وقام بزيارة ايران قبل ايام معدودة من زيارة (بن علوي ) ، حملت
زيارته ايضا دلالات كبيرة من ان المانيا ليس لديها الاستعداد ابدا في التفريط
بأستثماراتها في ايران والتي تبلغ بحدود ٦٠٠ مليار دولار وانها تعتقد ان الالتزام
بالاتفاق النووي الذي جرى عام ٢٠١٥ هو السبيل الوحيد لانهاء كل القلق الذي احدثه
ترامب في الوقت الذي اعلنت فيه اوربا عن عدم رضاها بالسياسة الاستفزازية التي
يطلقها ترامب والتي دفعت بريطانيا الى الانجرار وراءها واحتجازها لناقلة النفط
الايرانية منذ شهر مضى وجراء ذلك دفعت الثمن لذلك عندما بادرتها ايران بأحتجاز ( Stena Bulk).. ولقنتها
بالمقابل درسا بليغا عندما عرضت ( ايران ) فيلما تصويريا عن كيفية احتجاز الناقلة
البريطانية رغم انها كانت برفقة حماية بحرية بريطانية !!!
المستشارة الألمانية ( أنجيلا
ميركل ) من جانبها ايضا ، أعلنت الثلاثاء انها لم توافق الى الآن على الدعوة
الموجهة اليها من الإدارة الأميركية في الانضمام الى التحالف الدولي لحماية المياه
الإقليمية ( سُمي هكذا ) وانها ليست مقتنعة بذلك . في ذات السياق اعلن الرئيس
الفرنسي عن عدم استعداده للتراجع عن قراره في فرض ضرائب إضافية على الشركات الأميركية
العاملة في فرنسا مما شكل صعقة اخرى لترامب في انه بدأ يفقد الدعم من حليفين
تقليديين الا وهما المانيا وفرنسا .
القادم من وجهة نظري انا ، ان
دولا أخرى ستطلب فتح باب الحوار مع إيران لوصولها الى قناعة كاملة من ان الهدوء
والصبر الإيراني والقدرة على المناورة الناجحة بدأت تنتصر على الغطرسة الأميركية .....
0 تعليقات