حكاوي عصر العلم والايمان .
د.أحمد دبيان
جاءت السبعينات بعد رحيل المؤسس ، ليكتشف المصريون انهم فجأة قد فقدوا إيمانهم ، تم صرف مليارات من دول مجاورة ، لسلفنة مجتمع بدأ يأخذ بأسباب الترقى والنهوض ، ويسلك أولى خطى البحث والسببية والعلم ، ليلحق بنهضة طال غيابها عنه وليستكمل مشروع النهضة و الحداثة التى بدأت إرهاصاتها مع ثورة الشعب المجهضة الكبرى عام ١٩١٩ م .
تم اختراق الأزهر بمئات
الملايين من الدولارات والتى تم دفعها لشيخ الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود ، تحت
دعاوى محاربة الشيوعية ليتم نبذه هو شخصيا تحت دعاوى الصوفية وليتم منع كتبه من
ذات الدولة التى بذلت ملايين الدولارات لاختراق المؤسسة التى كان يمثلها وتم الصرف
على برامج منهجة الدجل علميا فكانت برامج العلم والإيمان وكتب عبد الرزاق نوفل
وجراد الإعجاز العلمى الذى يحاول ان يعضد الثابت المنزل الأزلى بما هو ديناميكى
قاصر متحرك .
كان هذا هو وجه العملة الظاهر
، فى عصر العلم والإيمان والذى كان يخفى الوجه الآخر .
كان عصر العلم والإيمان ،
تكتيكاً لإستراتيجية التطويق فى الجولة الأخيرة من الحرب الباردة ، منذ عام ١٩٧٠
وبعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر بدأ التنسيق لتصبح القاهرة مركزا لأكبر واغرب
نادى استخباراتي فى التاريخ .
يكشف الكاتب الصحفى جون كوليفى
كتابهUnholy
Wars
أو الحروب الغير مقدسة
عن كيف تحولت مصر صاحبة الدور
الأكبر فى التحرر الوطنى ، والتحرر الافريقى ومجابهة الاستعمار فى اليمن وليبيا
والجزائر وقواعده فى عدن وليبيا ومرتكزاته فى أفريقيا ، لتصبح قوة ردع لحساب
الاستعمار الامريكى فى ذات الدول ، بل وليكون دورها الأول مساندة القوى الغربية فى
إقليم كاتنجا ، والذى كان السبب فى مصرع المناضل الكونجولي لومومبا .
كان نادي السفاري تنسيقا
استخباراتيا فرنسيا، أمريكيا إسرائيليا مغربيا وسعوديا ومصريا ، أسسه الكونت
الكسندر دو مارينش ، بينما رفضت دول أخرى الانضمام وكان من أبرزها الجزائر بقيادة
الرئيس هوارى بو مدين .
كان من العجيب ان يكون مركز
قيادته فى القاهرة ، ومصر وقتها تستعد لحرب التحرير .
وعلى عكس ما يشاع كانت مبادرة
زيارة القدس التليفزيونية والتى قام بها الرئيس السادات باقتراح شكل اتصال من اسحق
رابين ، ممثل إسرائيل فى نادى السفارى وكانت معاهدة السلام جلها احد الانجازات
الكبرى لنادى السفارى .
تم القيام بعمليات مشبوهة فى أفريقيا
أجهضت الحراكات الثورية ضد الاستعمار وتحول بعض قادتها مثل سياد برى فى الصومال
والقرن الافريقى ، للغرب ، خوفا من التهديد بقيام انقلابات قد تؤدى لتفكيك الصومال
.
أصبحت مصر بسلاحها السوفيتى هى
المصدر للسلاح الروسى لهذه الانقلابات المضادة حتى لا يظهر السلاح الغربى ، و يكون
الغطاء بأنها أسلحة تم الاستيلاء عليها من الخصوم .
كان ضمن عمليات نادى السفارى
سحق ثورة ظفار بقوات إيرانية ، وبتنسيق ودعم من قوات النادى ، وأصبحت مصر بقوات
الكوماندوز هى والقوات المغربية احد ابرز قوات إجهاض الحراكات الثورية فى أفريقيا
والتى تحظى بدعم سوفيتى.
بعد حرب اكتوبر نقل الرئيس
السادات بطاريات صواريخ سام ٦ صانعة نصر أكتوبر الى الولايات المتحدة الأمريكية
لتكشف سر تكنولوجيا الصواريخ التى قطعت اليد الطولى لإسرائيل فى واقعة تعيد الى
الذاكرة خيانة الطيار العراقى منير روفا وتسريب تكنولوجيا الطائرة ميج ٢١ .
كان الانجاز الأبرز لنادى السفاري وحسب نفس الكتاب هو افراج السادات عن قوى الإسلام السياسي والتنسيق لما تم الترويج له بالمجاهدين الأفغان .
وهنا أيضا كانت مصر عصر العلم والإيمان
المصدر الاساسى للسلاح السوفيتى وقطع غياره التى كان يتم تصنيعها فى مصنع قرب
القاهرة لامداد الافغان والعرب الافغان بسلاح سوفيتى كيلا يكون التدخل واضحا او
يقع سلاح غربى فى يد السوفييت .
تم استخدام قواعد غرب القاهرة
وقنا وأسوان فى رحلات مباشرة بطيران امريكى لمطارات فى باكستان لنقل ما تم
الاصطلاح على تسميته لاحقا بالأفغان العرب .
ومن العجيب ان اغلب أعضاء نادى
السفارى كانت نهايتهم مأساوية ، فتم اغتيال الملك فيصل من قبل ابن أخيه الأمير
فيصل بن مساعد ثأرا لأخيه الذى قتلته قوات الشرطة السعودية فى حادث مداهمة لمسجد ،
بينما تمت الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوى احد اكبر بيادق نادى السفارى ، وكان
الاغتيال للرئيس السادات بيد المارد الذى أطلقه من القمقم واستخدمه فى سحق توازن
القوى الذى كان يسمح بحد معقول من المناورة لتأمين ثوابت الأمن القومى المصرى،
وانتهينا لاختراق لكل محاور الأمن القومى المصرى الجيوسياسى والمائى على كل جبهات
المواجهة .
واخيراً وبعد ما سبق طرحه
،يبرز التساؤل الملح ها هنا
هل ستسمح روسيا حاليا بمنح
تكنولوجيا منظوماتها الصاروخية لدولة لا زالت وحسب أكثر التعبيرات دبلوماسية ،
تتعاون مع أنظمة دول منافسة لها ولها سابقة تسريب تكنولوجى سابق ؟!!
0 تعليقات