تحذير
أخير للقائمين على الدولة العراقية
هادي جلو مرعي
يقول أحد المواطنين من الذين تشغلهم هموم الدولة العراقية، ومايعانيه المواطنون، ومايراه من تخبط في الإدارة، وفساد، وتغييب للكفاءات، وهدر للثروة الوطنية:
تنشغل الجهات التشريعية والتنفيذية والقضائية بأمور تعد سطحية كالرقابة على الحسابات الألكترونية المحلية، والتحرش الألكتروني مقارنة بالتهديدات التي يتعرض لها السلم الأهلي بسبب الجريمة (الوافدة) على مجتمعنا، والتعامل الخجول معها، ويسأل المواطن العزيز: أين مجلس القضاء وعشرات الأجهزة الأمنية التنفيذية؟
أين نواب الشعب من مافيا المخدرات، والرهانات، والجريمة المنظمة؟
هناك سرطان ينهش المجتمع، ويهدد السلم الأهلي، وتشريعات وقوانين بائسة تتعامل مع وضع يتأخر عقدين الى ثلاث عقود، ويتراجع الى الوراء بسرعة قياسية، وعدم مواكبة من الجهات القضائية والأمنية لتطور الجريمة ماجعل الشعب والوطن تحت رحمة إنفلات كبير يطغى على المشهد، ويغيب في مقابله صوت الدين والأخلاق والأعراف والقوانين والقيم الأخلاقية.
وواضح تماما إن الأذرع الأخطبوطية للمافيات تسبق بأشواط النظام القضائي والأمني في العراق، وواضح عجز السلطات عن ردع تغول تلك العصابات ذات الإمتداد الإقليمي والدولي، مع تخادم محلي من قوى وأحزاب وشخصيات نافذة. لذلك فالمطلوب الإعتراف بالعجز، والمطالبة بمساعدة دولية ومؤسسات خبيرة لمهاجمة أوكار الشر لأن تركها بهذه الصورة، والتعامل معها كخصوصية محلية ينذر ببركان سوف تمتد حممه الى الجوار، والى العالم بإعتبار العراق سيصبح أرضا هشة للعصابات العابرة والمحلية، وملاذا آمنا لأخطر ما أنتجه التاريخ من عصابات منظمة، وقادرة على فعل ماتريد وتحصل على دعم جهات متواطئة.
تتنامى الجريمة بمعدلات عالية، ومعها يبدو وجود تجار المخدرات والمتعاطين لها مألوفا للغاية، وصارت ملاحقتهم صعبة للغاية، وهناك من يساعد في تهريبهم من سجون العاصمة بغداد، وهناك روايات تحكى عن تسلطهم وسطوتهم وقدراتهم وتأثيرهم، ولعلنا نسمع مستقبلا بصولات وجولات لهم شبيهة بمايفعله تجار المخدرات في كولومبيا والمكسيك، وغيرها من بلدان تمكنت الجريمة من مجتمعها، وساهمت بتفكيكه، والخطر الأكبر حين تنتفع دول ومنظومات سياسية ومجتمعية من المخدرات بوصفها تمثل موردا ماليا لايخضع للرقابة، ويمكن تمرير صفقاته عبر وسطاء صغار وكبار، ويمكن أن تتداخل في ذلك حكومات، وأجهزة مخابرات دولية، وحينها يصعب أن نحمي الدولة العراقية من الضياع.
ماهذا لماذا لايهتم أحد بهذا؟
ياإلهي إننا نغرق.
0 تعليقات