آخر الأخبار

الشيعة... بين الفرح والحزن من المفاهيم الى السلطة




الشيعة... بين الفرح والحزن
من المفاهيم الى السلطة

عز الدين البغدادي
بعد يومين ستجد مظاهر الفرح بمناسبة يوم الغدير، وبعدها بأيام ستجد مظاهر الحزن في كل مكان بمناسبة أيام عاشوراء.
نحن قوم نفرح لحوادث تاريخية حدثت منذ مئات السنين، ونحزن على أحداث تاريخية حصلت منذ مئات السنين. وكأنه لا يوجد في حاضرنا ما يفرحنا، ولا يوجد فيه ما يحزننا.
هذه الصورة في المنشور مهمة جدا، انها تعبر عن وضع العراق الآن، تعبر عن ازدواجية بين شعار صمم بطريقة جميلة وبين واقع خراب وفساد.
نحن قوم فشلنا فشلا ذريعا، قرون وعقود وسنوات اعمارنا قضيناها ونحن نسمع المنابر، ونحن نقرأ للمنظرين يتحدثون عن دولة العدل الإلهي، ونحن نسمع ادعيتنا تدعو وتلح بالدعاء بدولة كريمة، ولم يستجب الله دعوتنا لأننا يعرف أننا لسنا لها.
نحن نحمل فهما للدين يصلح للحسينيات وللمواكب، لكنه لا يصلح للإدارة ولا للعمران.
نحن نحمل أوهاما أسبغنا عليها القدسية، ولأنها أوهام فإنها لم تنتج غير الخراب.
وأنت يا عراق، إياك أعني ومعك أتكلم: لن افرح حتى أراك تفرح، سأفرح حينما أرى شبابك يدرسون بأمل ويعملون بأمل.
سأفرح حينما أجد حدودك محمية، وعندما تعرف السفارات حدود عملها.
سأفرح حينما أرى المثقف يتعامل مع الكلمة بمسؤولية وشرف.
سأفرح حينما أرى ثرواتك لأبنائك، ونفطك لك، وأرى دول الجوار تحترمك وتهابك.
سأفرح حينما أرى معامل البصرة تفتتح، وحينما أرى أراضي الناصرية تعمر، وحينما أرى الانبار تقتص من لصوصها، وأرى ديالى تزرع أرضها، وعندما أرى كربلاء تفضح دجاليها.
سأفرح حينما أرى أبناءك يصلون معا ويصومون معا ويحتفلون بالعيد معا.
سأفرح حينما أرى أبناء العشائر يزرعون أراضيهم بدل ان يشتروا السلاح ليتقاتلوا به.
سأفرح حينما أرى القانون يحكم كل مفاصل الحياة، وحينما يعرف سراق قوت الشعب أن السجن والموت سيكون مصيرهم.
والى أن يحدث هذا وسيحدث، فلن أفرح ولن أحزن لتاريخ مضى.
استفيقوا يا شباب الأمة، يا رجالها، لا يخدعنكم الشيطان لأنه يلبس لبوس الدين، تعاملوا مع التاريخ وفق منهج علمي لا وفق الأوهام، تعاملوا مع حاضركم، افهموا ماذا ينقصكم؟ وماذا يصلح أمركم؟ وماذا أفسد حالكم؟ وكيف تخرجون منه؟
واعلموا أن كل من يريد أن يقدّم الماضي كبديل عن الحاضر فهو دجال، وكل من يريدكم ان تعيشوا الماضي وتتجاهلوا الحاضر فهو كذاب فاحذروه على دينكم وعلى دنياكم.
سأقدم لكم النتيجة واختم كلامي بالخلاصة، وأقول لكم: يا إخوتي ويا بني قومي نحن أمام احد خيارين: إما أن تغيروا مفاهيمكم الخاطئة وإما ان تدمروا أنفسكم وتدمروا أوطانكم.
خذوها مني بني قومي واسمعوها مني.. وأنا لكم ناصح أمين.

إرسال تعليق

0 تعليقات