آخر الأخبار

عبد الناصر : الطريق نحو بناء اقتصاد وطنى






عبد الناصر : الطريق نحو بناء اقتصاد وطنى

إذا كنا عايزين نعمل ٣٠٠٠ مليون جنيه يبقى نصدر برتقال قد كده، ونصدر رز قد كده، ويبقى حيغلى البرتقال ويقولوا زكريا محيى الدين غلى البرتقال ويبقى أخر السنة مافيش رز، وبعدين يقولوا زكريا محيى الدين خبا الرز؛ وإذن الحل الوحيد علشان أريحهم ان أنا أنزل ٥٠٠ مليون جنيه وتبقى الخطة ٢٥٠٠ مليون جنيه. بدى أقول لكم لو ما عملناش خطة احنا نستريح أكتر، وزكريا يستريح خالص.. ليه؟ لأنه مش حيقعد يحسب؛ أديكم قاعدين مافيش مصانع، ونقول رأس المال الخاص يشتغل.. لا فيه رأس مال خاص حيشتغل، لا بيبنوا مساكن ولا حيعملوا ولا حاجة، وهو مش مسئول إنه يوفر الـ ٢٧٠٠ مليون جنيه أو ٣٠٠٠ مليون جنيه، ونفضل على ما نحن عليه، لكن يحصل إيه؟ دا الطريق السهل بقى، أسهل طريق للى عايز يحكم ويقعد يحط رجل على رجل وياخد لقب باشا.. يقعد.. إنه ما يعملش حاجة زى ما كانت الدنيا ماشية، ويقولوا: معالى الباشا، ودولة الباشا طلع، ودولة الباشا جا، وانتهت العملية، والواحد يروح بيتهم الساعة واحدة ونص يتغدى، وبالليل يشوف له سهرة يروح فيها، ولا قاعد يمقق فى عينيه زى زكريا محيى الدين ما هو عامل.

الحقيقة هو دا الطريق السهل اللى نفكر فيه فى النهارده وما نفكرش فيه فى بكرة، وزى ما هو حاصل فى بلاد تانية، فيه بلاد تانية عندها ثروات، وبلاد قريبة منا بتستف الفلوس والناس مش لاقية تاكل، وإن بنوا شوية طوب يقولوا: العمران والنهضة العمرانية، ولا نهضة عمرانية ولا حاجة، أنتم عارفين طبعاً أنا باتكلم على مين (ضحك) إذن ما نقدرش نمشى أبداً فى الطريق السهل، نمشى فى الطريق الصعب.


رئيس الوزارة بيقول إنه ٢٧٠٠ مليون جنيه الخطة.. أنا عايزه فعلاً يعملهم ٣٠٠٠، ووفرنا له الليلة ٢٠ مليون جنيه من الرز يبقوا ٢٧٢٠، ونشوف حنقدر نوفر له قد إيه، الحقيقة العملية.. طيب وناس يقولوا طيب وليه نعمل ٣٠٠٠ ما كفاية ١٥٠٠ زى السنين اللى فاتت؟ لأ مش ممكن نمشى بـ ١٥٠٠، لو مشينا بـ ١٥٠٠ ولادكم مش حيشتغلوا، ولادكم اللى فى الجامعة حيطلعوا يقعدوا فى بيتكم، كل واحد يطلع يقعد فى بيته، ويبقى الراجل قاعد وولاده طالعين من الجامعة وقاعدين عنده كالمصيبة فى البيت، وحيعمل إيه؟! مافيش شغل! وبعدين مش حيكون فيه عمل للعمال حيبقى فيه بطالة. أنا جيت هنا مرة فى أول الثورة، وحضرت اجتماع ورا فى حى الأربعين، كان سنة يمكن ٥٤، وطلعت من السويس بـ (أشولة) شكاوى، النهارده الشكاوى اللى خدتهم شكوتين بس، أيامها أما طلعت بالشكاوى كل الشكاوى هى كل واحد عاوز يشتغل؛ دا عايز شغل.. ودا عايز إيه.. ودا عايز إيه ودا عايز إيه، النهارده اتقدموا لى فى الزيارة شكوتين، فعلاً فيه تغيير.. فيه حاجة حصلت.. فيه مجتمع بيتبنى.. فيه جهد؛ إذن لازم نمشى فى هذا الطريق علشان فعلاً الجيل اللى بعدينا ييجى ويجد فرصة أحسن من الجيل بتاعنا؛ إذن إذا قدرنا نعمل ٣٠٠٠ نعمل، و٢٧٠٠ و٣٠٠٠ كل العملية محصلة بعضها، ولكن لازم نقدر ان احنا حنستثمر فى الـ ٥ سنين دى ضعف اللى استثمرناه فى الـ ٥ سنين اللى فاتت.

دا طريق الثوار، الطريق الصعب، واحنا هنا نمثل ثورة، وهذه الثورة مستمرة، مستمرة.. فالثورة مش يعنى الأحكام العرفية، هى فيه ناس مفتكرة ان احنا أما شيلنا الأحكام العرفية سنة ٦٤ يعنى انتهت الثورة، باقول لهم والله نقبكم على شونة.. ما انتهتش الثورة.. فيه ثورة، وفيه مجلس ثورة مستمر إلى أن تحقق هذه الثورة كل أهداف هذا الشعب. (هتافات ضد الإقطاع).

كون اتعمل دستور، وأنا عمرى ما كنت أفكر ان احنا نمشى فى طريق الحكام، ولكن الطريق هو طريق الثورة، واليوم اللى ألاقى فيه ان قدرتى الثورية، أو الدفع الثورى عندى ضعف باقول لكم سلام عليكم، وأروح، ما أقعدش يوم أبداً؛ لأن العملية ماهياش عملية حكم، وأنا ما جيتش عن طريق الحكم ولكن عن طريق الثورة، والناس اللى قاموا بالثورة قاموا من أجل تحقيق أهداف هذا الشعب، ماقاموش من أجل مصالح ذاتية، وساروا فى طريق الثوار، ولم تؤخذ المسألة أبداً إنها مسألة حكم.
إذن الثورة مستمرة، الثورة إيه؟ ما هى الثورة يعنى نختار الطريق الصعب وما تختارش الطريق السهل، يوم ما نختار الطريق السهل نبقى ما بقيناش ثوار، وباقول لك الطريق السهل النهارده ان احنا ما نعملش خطة جديدة ونمشى على ما نحن عليه، واللى عايز يشتغل واللى مش لاقى يشتغل عنه ما اشتغل، وكل واحد حر، وماحدش... وكل واحد مسئول عن نفسه، دا الطريق السهل.. الطريق الصعب ان احنا نغير هذا المجتمع.. نغير المجتمع القديم؛ مجتمع الرجعية، إلى مجتمع جديد؛ مجتمع الكرامة، مجتمع الحرية، مجتمع الاشتراكية.


٢٢/٠٣/١٩٦٦


خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى مؤتمر الاتحاد الاشتراكى بالسويس بمناسبة عيدها القومى

إرسال تعليق

0 تعليقات