آخر الأخبار

خطورة مايقوم به الحكيم



خطورة مايقوم به الحكيم
هادي جلو مرعي
الخطورة هنا لاتعني الأذى الذي قد يتسبب به فعل ما، ولكنها الأهمية التي عليها ذلك الفعل، وأثره في الحياة، وعلى حركة المجتمع والسياسة.

لاأحب القوى السياسية عموما لأنها صدمتني على مستوى الأداء والسلوك، وماأحدثه اداؤها في البلاد من تداعيات لم تكن إيجابية، وخلفت العديد من التساؤلات عن جدوى توصيفها بقوى ممثلة للمواطنين، وشريكة لقوى أخرى، وجميعها تلهث خلف الحكم والسلطة والثروة، وتحقيق المكاسب التي لاتلتقي، وطموحات الشعب وتطلعاته.

ماقام به السيد عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة من إبتداع فكرة المعارضة من داخل المنظومة الحاكمة كان يمكن لتلك المنظومة إستغلاله لصالحها، لكنها رأت أنها أشبه بالخيانة التي تستوجب الإقصاء، وشن حرب إعلامية شعواء وقاسية، عبر وسائل إعلام ومنصات ألكترونية قللت من أهمية الفعل، أو أساءت له، وشهرت به، وحاولت النيل منه بطرق خبيثة منها، توصيف تيار الحكمة، إنه جزء من معادلة الحكم، لتقدح في الأذهان ان الحاكم لايكون معارضا في وقت واحد، فإما أن يحكم، أو يعارض.

المهم في الأمر إن تستغله القوى الفاعلة والنخب المجتمعية لإحداث التغيير الموعود، فهناك إحتمال أن ينتج عن حراك الحكيم تشكيل برلمان مواز، وحكومة ظل، ويترتب عليه تشكيل لجان مختصة مشابهة لعمل اللجان البرلمانية، ولكن دورها يقتصر على مراقبة أداء السلطات التشريعية والتنفيذية دون أن تأخذ دورها الدستوري، ولابأس في دفع شخصيات وطنية معارضة من خلال الجبهة الوطنية للمعارضة لتشارك في الإنتخابات المحلية والنيابية المقبلة، وهذا مايقلق القوى الحاكمة إنها تستشعر خطورة وجود قوى معارضة موازية تمتلك الحق الدستوري.

الجبهة الوطنية للمعارضة يمكن أن تتشكل من سياسيين وصحفيين وكتاب ومهندسين وأطباء ومثقفين وضباط كبار ومتقاعدين وناشطين ومنظمات مجتمع مدني وفئات إجتماعية أخرى مؤثرة لتضع رؤية موحدة لايكون طرف ما متسيدا للمشهد فيها، فهي في النهاية تهدف الى تحقيق الإصلاح. أما مبعث الثقة بتحرك الحكمة فتثبته الأفعال لا الأقوال، وخلال الفترة المقبلة، ونريد ان تكون جزءا من الحراك، وليست الحراك كله، وعندها فنحن مستعدون للتعاون المثمر خاصة وإننا نتلمس لهاثا على السلطة من قبل بقية القوى. والشعب لم يعد يحتمل.


إرسال تعليق

0 تعليقات