كشف أسرار جديدة حول العدوان الثلاثى 1956
على الحفناوى
أظهرت دراسة عسكرية قامت
بنشرها القوات الجوية الفرنسية، بتوقيع الضابط "إيفان ساند"، عن مجموعة
نقاط خلافية بين حلفاء هذا العدوان، خاصة فيما يخص استخدام سلاح الطيران لتنفيذ
العدوان... بداية، يجب توضيح موقف قيادة العمليات لفهم طبيعة الخلافات بين انجلترا
وفرنسا:
- تقرر أن يكون موقع تجميع
القوات المهاجمة في قبرص، وكانت قبرص في هذا الوقت مستعمرة بريطانية، كما اعتبرت
بريطانيا أنها تعرف الجغرافيا المصرية أكثر من فرنسا كما أن من حقها وفقا لاتفاقية
الجلاء الموقعة في 1954 الرجوع إلى مصر في حالة نشوب حرب تهدد بلاد الشرق الأوسط.
وقد أدى ذلك إلى تسليم قيادة كل القوات إلى جنرالات انجليز على أن يكون مساعديهم
من الفرنسيين.
- قوام القوات التي تجمعت في
قبرص: 80 ألف جندي + 300 دبابة + 400 طائرة، مما أدى إلى اختناقات لوجيستية ضخمة
لكلا الجيشين الفرنسي والبريطانى.
- قامت بريطانيا بنقل قواتها إلى قبرص باستخدام مطارين في حين أنها تركت لفرنسا مطارا ثالثا غير مجهز فنيا، فكان ذلك بداية لمجموعة من الخلافات بين البلدين حول الأمور اللوجيستية.
- نقلت فرنسا جزء كبير من قواتها الجوية إلى إسرائيل دون إخطار القيادة البريطانية، فتواجدت معظم الطائرات الفرنسية في إسرائيل سرا، وتم إعطائها الصبغة الإسرائيلية وتزويد الطيارين الفرنسيين ببطاقات هوية إسرائيلية، واشتركت منذ 29 أكتوبر في الهجوم على القوات المصرية في سيناء، ذلك لأن الطائرات الإسرائيلية لم تكن قادرة على توفير الغطاء الجوى لحماية قواتها الأرضية. بالطبع علمت إنجلترا بهذا الأمر لكنها لم تعترض، رغم أنها لم تكن رسميا متحمسة لاشراك إسرائيل في خطة العدوان.
- حددت فرنسا هدفها من
العدوان، وهو الهجوم على القاهرة للتخلص من ناصر بسبب دعمه لجبهة تحرير الجزائر،
ولذلك اقترحت خطة تقضي بانزال القوات بحرا بالإسكندرية، مصاحبة لانزال بالمظلات،
ثم التحرك للقاهرة والقبض على عبد الناصر. لكن بريطانيا فضلت أن يكون الهجوم على
بورسعيد لاحتلال القناة من البداية بما يسمح بإعادة قواتها على ضفاف القناة حتى لا
ينهار مشروع حلف بغداد، خاصة بعد موافقة الأردن والعراق عليه.
- اقترحت بريطانيا البدء بعملية قصف جوى طويلة لمدة عشرة أيام على مختلف المواقع الإستراتيجية،
في حين فضلت فرنسا الاكتفاء بقصف خفيف يليه مباشرة إنزال القوات.
- بدء الهجوم الجوى يوم 2
نوفمبر وبدأ الإنزال يوم 4 نوفمبر ... وبناء على تهديد بولجانين بالاتحاد السوفيتى
الذى تلاه تصريح إيزنهاور وقرار وقف إطلاق النار يوم 6 نوفمبر، توقفت العمليات
العسكرية قبل أن تبدأ الاشتباكات برا مع قوات الجيش المصرى، وبذلك تم إجهاض
العدوان.
- ادعى إيزنهاور عدم معرفته
المسبقة بالعدوان الثلاثي، في حين أن القوات الأمريكية التابعة للحلف الأطلنطي
قدمت دعما لوجيستيا للقوات البريطانية في قبرص. ولذلك فأغلب الظن أن تهديد
بولجانين أخاف إيزنهاور من اهتزاز الموقف الأمريكي أثناء فترة الانتخابات.
هذه كلها معلومات وتحليلات
لبعض الخبراء العسكريين من القوات الجوية الفرنسية. أجدها جديدة ومهم معرفتها.
0 تعليقات