آخر الأخبار

المختار الثقفي في السيرة والتاريخ (1)






المختار الثقفي في السيرة والتاريخ (1)

على الأصولي

هذه الأوراق البحثية هي سلسلة طويلة ودراسة موضوعية في السيرة والتاريخ وتأملات والحياة السياسية للمختار الثقفي، أوردتها هنا بغية أرشفتها وطباعتها في قادم الأيام ان شاء الله، أتمنى على القارئ الصبر وهو ينطلق في رحلة استكشافية بعيدا عن مسبقاته وإسقاطاته التي خلفته لها مسلسلة المختار الثقفي، لذا استرعي لانتباه ،
يعتبر المختار ابن أبي عبيد الثقفي أشهر من نار على علم في التاريخ الإسلامي خاصة في صدر الإسلام،
فقد للعب دورا هاما ومحوريا في كل من الحجاز والعراق،
فقد أحيى المختار الأماني الطويلة والعريضة في نفوس الموالين والسكان الأصليين للعراق، بعد ان شطبت العشائر الحجازية واليمانية الذين جاؤوا مع الفتح فتح العراق، على الآمال والأمنيات الدفينة، فهو بحق يعتبر احد دهاة العرب،
إذ ان العرب قالوا ان الدهاة أربعة معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد ابن أبيه، ولولا سياسة المختار وعدم مراعاة التوازنات، لأضيف اسمه إلى هؤلاء الدهاة !
ولم تشفع له قبيلته ثقيف في الطائف التي كانت بوزن قريش في مكة بعد ان اصطف المختار ضد المزاج العربي العام آنذاك على ما سوف تعرف، فهو بالإضافة إلى كفاءته السياسية فهو من جنرالات الحروب وأمرائها المبرزين،

تأملات في السيرة والتاريخ،
المختار الثقفي،
لا يعنينا والبحث عن حياة المختار في زمن الطفولة فهي غير معروفة عند أرباب التاريخ بل حتى على مستوى سنة ولادته أيضا فلم يقف عليها اي مؤرخ، وقد استنتج بعض الباحثين ان سنة ولاته في السنة الأولى للهجرة، اذ انه قتل في سنة (٦٧) هجرية وكان عمره آنذاك في السابعة والستين، على ما صرح المؤرخ الطبري، ( ج4)
فقد اهتم أهل التاريخ وحياة المختار عندما ظهر على مسرح الأحداث في العراق، ودخوله للصراعات السياسية مع الخصوم السياسيين من جهة ومع غرماءه من الشيعة من جهة أخرى،
يرى البلاذري في أنساب الأشراف، ان بداية المختار الثقفي في عهد الإمام الحسن(ع) ذا هوى عثماني، لاعتبارات منها تعاطفه الشديد مع الجماعة التي نادت بضرورة اخذ الثأر لثعمان بن عفان، وهذا الهوى لم يستمر طويلا حيث تعاطف مع العلويين عندما استمكنت الدولة الأموية على مفاصل الحكم، ولعل العريضة التي قدمت على شكل شكوى ضد حجر بن عدي وهو شيخ شيعة العراق بغية قتله فيما بعد ، لم يوقع عليها المختار مع ان إصرار ابن زياد عليه من الوضوح بمكان على ما أفاد الطبري، وهذا تعتبر أول بوادر الظهور والإعلان عن تخليه عن هواه القديم،
والغريب بأن المختار قد خالف ولاء قبيلته الموالية بشكل علني وصريح البيت القرشي الفرع الأموي، ولهم معهم صلات وعلاقات تجارية وزراعية ونحو ذلك، فهذا المغيرة بن شعبة والحجاج بن يوسف الثقفي ومحمد بن القاسم من ابرز رجالات الدولة الأموية وقادة حربها، بينما المختار لم يصطف مع عمومته وولائهم لاعتبارات سياسية وعقائدية مستحدثة على ما سوف تعرف، فقد حاول التقرب من البيت الهاشمي الفرع العلوي بشكل ملحوظ، وان كانت عينه لم يغمض لها جفن وهو يتأمل السلطة مستعينا بنفوذ أبيه وعمه وأخيه مع ما له من أموال طائلة إلى انه يحتاج إلى دعامة محكمة لدفعه للأمام فلم يجد أفضل من دعامة الولاء للبيت العلوي،

في هذه الأوراق البحثية لست بصدد تقييم الرجل في الميزان الديني الفقهي وما أثير حوله من إشكالات ووجود روايات مادحة وقادحة وكيفية معالجة المتعارض منها بحسب الجمع العرفي أصوليا ونحو ذلك فهذا الموضوع سوف يأتي في قابل الأوراق، الآن نحن نستعرض التاريخ السياسي للمختار الثقفي ومنه نعرف كيف يكون لنا عونا في التقييم النهائي لهذه الشخصية المثيرة #للجدل ....

إرسال تعليق

0 تعليقات