آخر الأخبار

المختار الثقفي السيرة والمسيرة (1)






المختار الثقفي السيرة والمسيرة (1)



على فخري العابدي

المتتبع لسيرة المختار الثقفي يجد انه اكتسب صفاته ومؤهلاته من بيئته الأسرية فأبيه أبو عبيد الله الثقفي قائد عسكري خبر المعارك ومن فرسان العرب وعمه سعد بن عبدالله من الإشراف والأصحاب ولاه الإمام الحسن على المدائن وكان من صحابة الإمام علي عليه السلام والإمام الحسن كل هذا جعلت من المختار شخصية بارزة ذات قيادة عسكرية وسياسية بل عرف بالدهاء السياسي والثابت ان المختار كان علوي الهوى ومن مريدي الإمام علي والمتأثر بنهج علي ورميه بأنه أموي الهوى هو يدخل في خانة التسقيط الذي روج لها الأمويين والزبيريين لموقفه المعادي منهم.

فلم يعرف ان المختار وقف مع معاوية ضد الإمام الحسن كما فعل قادة جيش الإمام حين أقدموا على الخيانة وذهبوا إلى معاوية الذي اشتراهم بالأموال ولو كان المختار صاحب هوى وسلطة لذهب إلى معسكر معاوية واخذ جائزته منه ابسطها ان يوليه على احد الأمصار إذن تهمة رمي المختار بأنه أموي الهوى لا دليل عقلي ولا دليل تاريخي يثبتها وأما موقفه من صلح الإمام الحسن ففيه وجهت نظر وقد يكون أخطأ كما أخطأ التقدير أقرب المقربين من الإمام الحسن ومن المعروفين بالتفقه وهذا لا يخرجه من كونه علوي الهوى والأهم عن معرفة سيرة ومسيرة المختار ما ذكرته الروايات لا سير التاريخ الذي زوره الأمويين وكتبه كتاب مدفوعين الثمن ويمكن الاعتماد على روايات أهل البيت الصحيحة السند في ذكر المختار والتي تقطع الشك باليقين عن حقيقة المختار الثقفي بيد ان الروايات المروية عن أهل البيت عليهم السلام في خصوص المختار تتوزع على طائفتين: طائفة منها تذم الرجل وتشير إلى الموقف السلبي منه في حين نرى الطائفة الثانية تثني عليه وتعده من الرجال المقبولين عند أئمة أهل البيت عليهم السلام وقد استعرض المحقق السيد آية الله أبو القاسم الخوئي الطائفتين مرجحاً الروايات المادحة على الذامة ومن أهم الروايات المادحة...

روي عن الإمام السجاد عليه السلام أنه قال: جزى الله المختار خيراً.

روي عن الإمام الباقر إنه لما أتاه أبو الحكم ولد المختار أكرمه وقربه حتى كاد يقعده في حجره. فسأله أبو الحكم عن أبيه وقال: إن الناس قد أكثروا في أبي والقول قولك، فمدحه الإمام وترحم عليه ومن هنا ذهب المامقاني إلى القول بصحة عقيدة المختار ويقول إن رضا الإمام عليه السلام تابع لرضا الباري تعالى مما يكشف عن صحة معتقد الرجل..

وروي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال عندما أرسل المختار برأس عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد إلى المدينة إن المختار أدخل السرور على أهل البيت عليهم السلام.

ثم قال ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث المختار إلينا برؤوس الذين قتلوا الحسين عليه السلام والكثير ذهب بصحة هذه الروايات ولو تنزلنا بصحة رواية واحدة من المعصوم في مدح المختار لكفى برد الشبهة عنه ولا يمكن بحال من الأحوال الاعتماد على الاستدلال التاريخي لما فيه من ضبابية وتزييف الحقائق في مسيرة وحقيقة المختار بل الأصل الاعتماد على الاستدلال بالرواية لمعاصرته المعصومين..
والحمد لله رب العالمين
وللكلام تتمة


إرسال تعليق

0 تعليقات