آخر الأخبار

المختار الثقفي فى السيرة والتاريخ (3)






المختار الثقفي فى السيرة والتاريخ (3)

على الأصولي

كان اجتماع الجماعة الشيعية بالكوفة في بيت كبيرهم وشيخهم سليمان بن صرد الخزاعي، ومن مخرجات الاجتماع هو إرسال الكتب وحث الإمام(ع) على القدوم للكوفة والوعد بطرد والي الخليفة الأموي النعمان بن بشير، وهو والد زوجة المختار الثقفي الذي اتسم بالهدوء والدعة واختيار السلامة على قمع المعارضين، وهذا السبب كان كاف في عزله فيما بعد،
وفعلا جاء مبعوث الإمام الحسين(ع) مسلم بن عقيل لاستطلاع الموقف واخذ التعهدات والبيعة للإمام الحسين(ع) بالسمع والطاعة، وكان نزوله في بيت المختار الثقفي، لان مسلم والمختار جمعتهم صحبة قديمة وهو قريب للوالي المسالم النعمان بن بشير إضافة وقد اظهر الميول الولائية للبيت العلوي في قصة حجر بن عدي واختلافه مع صديقه القديم زياد ابن ابيه، فكان اختيار ابن عقيل لهذه الأسباب على ما يبدو لي مع وجود الكثير من بيوت الإشراف وزعماء الشيعة في الكوفة،
مع ان المختار لم يوجه دعوة للإمام الحسين(ع) كما فعل سليمان ورفاقه بعد اجتماعهم التحضيري آنذاك !
وبعد ان نزل مسلم في بيت المختار والتي كانت تسمى دار مسلم بن المسيب، أصبح البيت مقصدا للشيعة من كل مكان حتى اذ ما اجتمع عدد كبير من الشيعة قرأ مسلم البيان الافتتاحي للإمام الحسين(ع) وخذ الشيعة يبايعون جماعة تلو جماعة حتى شبه السيد عبد الرزاق المقرم البيعة ك بيعة النبي(ص) في المدينة، فتمت البيعة بأنسيابية عالية فقد استثمر الشيعة إغماض دار الحكومة بالكوفة عن الفعالية المنظمة في بيت المختار، وقد وصف الطبري النعمان بن بشير في تاريخه، بأنه كان ، حليما ناسكا يحب العافية،
وهذا الأمر لم يعجب الاتجاه الأموي في الكوفة حتى أرسلوا رسائل الى الشام تخبر يزيد ما آلت اليه الأمور بولاية النعمان وحركة مسلم ونحو ذلك، وهنا جاء القرار الشامي بعزل النعمان واستبداله عبيد الله بن زياد،

بعد ان جاء الأمر من حكومة الشام بتولي عبيد الله بن زياد ولاية الكوفة جعل أخاه عثمان نائبا على ولاية البصرة،
وسار الى الكوفة حتى دخلها وعزل النعمان،
يذكر أهل التاريخ بان ابن زياد هذا يقتل على التهمة والظنة ونستطيع ان نصفه بمجرم حرب، فلا يرى حرمة لأحد رجل كان أو امرأة أو طفلا رضيعا، حيث التقتيل والتعذيب والتمثيل بجثث الأموات وفي أفضل الفروض السجن المظلم !
وما ان تناها الى سمع مسلم بن عقيل ودخول هذا الوالي السفاك حتى غادر بيت المختار ليلا من عنديات نفسه وحل ضيفا في بيت هانىء بن عروة المرادي وهو شريف قومه وله مهابة بين إشراف الكوفة،
ويذكر السيد المقرم بأن مسلم بن عقيل قد بلغه خطبة ابن زياد في مسجد الكوفة، ووعد بها خصومة بالتعذيب والتهويل،
حتى دب الخوف في عامة صفوف اهل الكوفة،
وخاف مسلم ان يؤخذ غيلة، خاصة وان المختار لم يجمع له من أنصار بعد يفدوه بأرواحهم فاختار هانىء، وهو شيخ جليل من قراء الكوفة وعشيرته متحالفة مع كندة،
وبعد وشاية عرف ابن زياد ان مسلم عند ابن عروة وأخذه شر مأخذ الى قصر الإمارة ولولا خدعة القاضي شريح لحصلت مصادمات دموية بين حراس القصر وأبناء عمومة هانىء فقد تحرك فيهم العرق العربي والحمية المعهودة عند العرب،
وهنا شعر مسلم بان عليه إنقاذ الوضع خاصة وان هانىء له وضعه الخاص فهو المؤيد والموالي والمناصر،
فقرر ان يتحرك عسكريا بثلاثين ألف مقاتل،
وهو عدد كان بإمكانه ان يهدم قصر الإمارة بما فيه،
ولكن لوجود بعض الثغرات وهذا التجمع العسكري السريع وانعزال بعض الشيعة وما أقدم عليه مبعوث الإمام الحسين(ع) راح تعداد التجمع العسكري بالتناقص وما ان حل المساء تضاءلت الأعداد والآلاف حتى أصبحت ثلاثون رجلا
حتى اذا صلى بهم مسلم صلاة العشاء لقى نفسه وحيدا !
لا اعرف اين كبار الشيعة آنذاك ولا اعرف أين اختفى المختار الثقفي في ذلك المساء بل اليوم كله، حتى بقى مسلم وحيدا يبحث عن ماوىء في ظل ليل الكوفة المعتم ،
فلم ينفض زياد غبار السفر عن ملابسه وخطب خطبة تهديدية سريعة أرعدت الفرائص منها وأربك الشارع الكوفي ولم يعتقل إي من كبار الشيعة آنذاك لا سليمان ولا المختار
فأين ذهب الجمع من مسلم يا ترى !




إرسال تعليق

0 تعليقات