آخر الأخبار

المختار الثقفي السيرة والمسيرة (2)




المختار الثقفي السيرة والمسيرة (2)

على فخرى العابدي

(.الاستدلال الروائي ثابت على صحة عقيدة المختار الثقفي)


لم تكن ثورة المختار على السلطة الأموية المتمثلة بالطاغية يزيد وأعوانه عاطفية أو ثورة رجل هاوي مراهق بل جاءت بعد مقدمات وأحداث كبرى هزت الضمير الإنساني والدين والعقيدة لا سيما بعد أقدام يزيد على قتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه في ملحمة كربلاء الكبرى تلك الفاجعة التي ألمت بالأمة الإسلامية الخانعة المتخاذلة عن نصرة الإمام الحسين جعلت الكثير من المتخاذلين يعيشون الندامة والخسران لعدم وقوفهم مع سيد الشهداء ابن رسول الله الإمام الحسين لعلمهم بمكانته وانه أمام المسلمين وصاحب الحق الشرعي فجاءت ثورة المختار الثقفي التي اكتسبت شرعيتها من النص القرآني ومأذونية من محمد بن الحنفية ومنهم من قال بمأذونية من الإمام السجاد عليه السلام سرا..


لان الجهاد ضد الظالمين وقتلة أولياء الله فرض واجب على كل فرد وجماعة فكانت ثورة المختار أول ثورة بعد واقعة كربلاء رفعت شعار يا لثارات الحسين وشعار الرسول يا منصور أمت ثورة فيها رضا ونصرة لله ولرسوله ولأهل البيت ويكفي بثورة المختار فخرا هو الأخذ بالثأر من قتلة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه وفتحت الباب مفتوحا لثورات متعددة هزت الحكم الأموي وأضعفته و فضحته.

ولرد الشبهات عن صحة عقيدة المختار في حبه وولائه لأهل البيت نورد الاستدلال الروائي الفقهي والذي هو الأصل في حقيقة الأمور وهو مقدم على الاستدلال التاريخي لا سيما أن المختار عاصر الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام قبل واقعة كربلاء والإمام السجاد والباقر عليهم السلام بعد الواقعة وسنذكر..

الأخبار المادحة للمختار الثقفي رحمه الله تعالى والتي هي كثيرة قياسا بالأخبار الخمسة الذامة للمختار والتي تم التحقيق فيها بضعف سندها واضطرابها وموافقتها مع أخبار بني أمية وهذه القرينة كافية لنفيها فلا يصح في قواعد التعادل والترجيح تقديم القليل على الكثير والترجيح الفقهي يسلتزم تقديم الأخبار المادحة للمختار الثقفي لأنها الأصل
ونقتصر هنا على الأخبار القصيرة، وأكثرها صحيح الإسناد وقد أحصى العلامة المجلسي عشرة أحاديث في كتاب بحار الأنوار في ج 45 باب 49:( أحوال المختار بن أبي عبيد الثقفي وما جرى على يديه وأيدي أوليائه ) وهي الآتي:

1 - أمالي الطوسي : المفيد ، عن المظفر بن محمد البلخي ، عن محمد بن همام ، عن الحميري عن داود بن عمر النهدي ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن يونس ، عن المنهال بن عمرو قال : دخلت على علي بن الحسين منصرفي من مكة، فقال لي : يا منهال ! ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي ؟

 فقلت : تركته حيا بالكوفة .

قال : فرفع يديه جميعا ثم قال عليه السلام : اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار، قال المنهال : فقدمت الكوفة وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي وكان لي صديقا فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني وركبت إليه فلقيته خارجا من داره فقال : يا منهال لم تأتنا في ولايتنا هذه ولم تهنئنا بها ولم تشركنا فيها ؟

فأعلمته أني كنت بمكة وأني قد جئتك الآن ، وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس فوقف وقوفا كأنه ينظر شيئا وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل فوجه في طلبه ، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون وقوم يشتدون، حتى قالوا : أيها الأمير البشارة ، قد اخذ حرملة بن كاهل، فما لبثنا أن جيئ به فلما نظر إليه المختار قال لحرملة : الحمد لله الذي مكنني منك ، ثم قال : الجزار الجزار فأتي بجزار ، فقال له : اقطع يديه ، فقطعتا ثم قال له: اقطع رجليه ، فقطعتا ، ثم قال : النار النار فأتي بنار وقصب فألقي عليه فاشتعل فيه النار فقلت : سبحان الله !

 فقال لي : يا منهال إن التسبيح لحسن ففيم سبحت ؟

 فقلت : أيها الأمير دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليه السلام فقال لي : يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي فقلت : تركته حيا بالكوفة ، فرفع يديه جميعا فقال : اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر النار فقال لي المختار : أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا ؟ فقلت : الله لقد سمعته يقول هذا ، قال : فنزل عن دابته وصلى ركعتين فأطال السجود ثم قام فركب وقد احترق حرملة وركبت معه، وسرنا فحاذيت داري فقلت : أيها الأمير إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي ، فقال : يا منهال تعلمني أن علي بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ثم تأمرني أن آكل ؟ هذا يوم صوم شكرا الله عز وجل على ما فعلته بتوفيقه ، وحرملة هو الذي حمل رأس الحسين عليه السلام".

2 ـ رجال الكشي : حمدويه ، عن يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن المثنى عن سدير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا تسبوا المختار فإنه قد قتل قتلتنا وطلب بثأرنا وزوج أراملنا ، وقسم فينا المال على العسرة.

3 ـ رجال الكشي : محمد بن الحسن وعثمان بن حامد ، عن محمد بن يزداد ، عن محمد بن الحسين ، عن موسى بن يسار عن عبد الله بن الزبير ، عن عبد الله بن شريك قال : دخلنا على أبي جعفر عليه السلام يوم النحر وهو متكئ ، وقال : أرسل إلى الحلاق ، فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ثم قال : من أنت ؟ قال : أنا أبو محمد الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي وكان متباعدا من أبي جعفر عليه السلام فمد يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ، ثم قال : أصلحك الله إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك قال : وأي شئ يقولون ؟ قال : يقولون كذاب ، ولا تأمرني بشئ إلا قبلته فقال : سبحان الله أخبرني أبي والله أن مهر أمي كان مما بعث به المختار ، أولم يبن دورنا ؟ وقتل قاتلينا ؟ وطلب بدمائنا ؟ فرحمه الله ، وأخبرني والله أبي أنه كان ليسمر عند فاطمة بنت علي يمهدها الفراش ويثني لها الوسائد ، ومنها أصاب الحديث، رحم الله أباك رحم الله أباك ما ترك لنا حقاً عند أحد إلا طلبه ، قتل قتلتنا، وطلب بدمائنا.

4 - رجال الكشي : جبرئيل ، عن العبيدي ، عن ابن أسباط ، عن عبد الرحمن بن حماد ، عن علي بن حزور ، عن الأصبغ قال : رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين وهو يمسح رأسه ويقول : يا كيس يا كيس.

5 - رجال الكشي : إبراهيم بن محمد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن الحسن بن علي ، عن العباس بن عامر، عن ابن عميرة ، عن جارود بن المنذر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤس الذين قتلوا الحسين صلوات الله عليه.

6 - رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن علي بن أبي علي ، عن خالد بن يزيد ، عن الحسين بن زيد عن عمر بن علي بن الحسين أن علي بن الحسين عليهما السلام لما اتي بر أس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد خر ساجدا وقال : الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزى المختار خيرا.

7 - الكافي : بإسناده عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الربيع ابن محمد المسلي ، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي : ما زال سرنا مكتوما حتى صار في يدي ولد كيسان فتحدثوا به في الطريق وقرى السواد .
هذا تمام الكلام في الإجابة على الدعوى حول التشكيك بعقيدة المختار الثقفي رضي الله عنه وأرضاه.

والحمد لله رب العالمين




إرسال تعليق

0 تعليقات