آخر الأخبار

الفرج الحقيقي هو معرفة القيادة الحقيقية (2)





الفرج الحقيقي هو معرفة القيادة الحقيقية (2)

الشيخ عبد الهادي الزيدي


 (نستخلص من الروايات بعض الدروس)
الدرس الاول :
أيصُح السؤال عن الفرج وصاحب الأمر لم يولد بعد؟؟
من المتيقن أن أبا بصير من الشخصيات العلمائية التي رافقت الأئمة الأطهار (ع) وبكل تأكيد انه متيقن من وجود عدد من الأئمة الأطهار (ع) لم يؤدوا رسالتهم بعد ، وان هناك أحداثا يجب وقوعها قبل القائم (ع) ، ويفهم من سياق الحديث انه لم يعنِ بسؤاله ولادة الإمام الثاني عشر بل انه عنى قيام دولة العدل بقيادته (ع).
إذاً ما سبب هذا السؤال ؟؟
في أحيان كثيرة يسأل بعض أصحاب الأئمة بخاصة الواعين منهم سؤالاً ليسمعوا من كان حاضراً في مجلس الإمام (ع) لان كثير من الحضور ليس لديهم سؤال أو أنهم يجلسون ليسمعوا ما يتحدث به الإمام (ع) .
أو يعلم الإمام (ع)بوجود شبهة عند بعضهم فيتقصد إسماع الحضور ليعالج هذه الشبهة بطريقة لا تعرّضهم للحرج.
فأبو بصير كان يقصد من سؤاله الإمام (ع) أن تكون الإجابة لمن حضر المجلس ولمن سينقل الحديث .
فسؤال أبي بصير في الرواية الأولى عن الفرج ، وفي الرواية الثانية السؤال عن إمكانية إدراكه القائم ، وهذا يعني أن السؤال لا يدل على جهله بالإجابة ، وإنما أراد أن يسمع بعضهم الإجابة من فم الإمام (ع) وهذه إشارة واضحة لوجود خلل في المنظومة المعرفية حتى عند بعض من يحضر مجلس الإمام (ع) وهي أن التعامل مع إمام زمانهم ليس بالمستوى المطلوب ، ويظنون أن العمل مع الإمام القائم مختلف عن القيادة التي تعيش بين ظهرانيهم ، وهذا تقصير واضح وإشكالية بالوقت نفسه .
وقد تقدم الحديث عن بعض أسباب التقصير في التعامل مع الإمام الحجة على الناس في حال وجوده بين ظهرانيهم .
ولعل الروايات الواردة في أن الأئمة (ع) كلهم قائمون بالأمر جاءت لعلاج هذه المشكلة ؛
ورد عن أبي خديجة ، عن أبي عبدالله (ع) انه سئل عن القائم فقال:
(كلنا قائم بأمر الله ، واحد بعد واحد حتى يجيئ صاحب السيف ، فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان).(الكافي ج1ص536).


وفي رواية عبدالله بن سنان قال: قلت لأبي عبدالله (ع) : (يوم ندعو كل أناس بإمامهم .. قال: إمامهم الذي بين أظهرهم ، وهو قائم اهل زمانه ).(الكافي ج1ص536).

فكل أمة يجب عليها العمل تحت لواء قيادتها الفعلية الحية بينهم ، وان لا يشغلها عن أداء واجباتها تجاهه وتجاه النظرية الإسلامية إي شاغل .

حتى الروايات المتقدمة الذكر والتي ستأتي جاءت لتبين مقام العمل مع القيادة الدينية الواعية في كل زمن وان أجورهم لا تقل عن اجر من يعمل تحت لواء الإمام القائم (ع).
.....
كتاب القيادة الدينية الواعية المنهج والتحديات ج1ص118
....
.


إرسال تعليق

0 تعليقات