الفرج_الحقيقي_هو_معرفة_القيادة_الحقيقية..(1)
الشيخ عبدالهادي الزيدي
توجد مرتكزات في الفكر الإسلامي
الأمامي قد لا تكون صحيحة أو في بعض الأحيان تغيب معاني أخرى لها أثر بليغ في
زيادة الوعي ، فعندما يطغى مفهوم وينتشر بين الناس فأن المعاني الأخرى تنتهي يوما
بعد يوم إلى أن يصبح غريبا يستهجنه الناس لغرابته .
من هذه المفاهيم هو مفهوم
((الفرج)) فلهذا المفهوم استعمالات عدة كلها تعود لمعنى الانكشاف والانحسار ،
فتقول :
فرج الله همك /أي انكشف وزال
وحينما يقع الإنسان بشدة
فيأتيه الفرج/ أي انحسرت وانكشفت
ويقال في الدعاء للإمام المهدي
(ع) عجل الله فرجه/أي أزال الله المانع عن طريقه لحكم الأرض .
كما يعني انتظار الفرج /زوال الأنظمة
الطاغوتية وانحسارها لتظهر دولة العدل الموعودة .
كل هذه المعاني في الفرج صحيحة
إلا أنها غيبت معنى مهم وسامي ، يلفت النظر إليه الأئمة (ع) في أحاديثهم لتصحيح
بعض مفاهيم المجتمع وضبط حركتهم بالاتجاه الصحيح .
من هذه الروايات :
الرواية الأولى:
ورد عن أبي بصير قال: قلت لأبي
عبدالله (ع):
جعلت فداك متى (الفرج) ؟فقال :
يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا ؟ من عرف هذا الأمر فقد فرّج الله عنه لانتظاره
.. (الكافي ج1ص371).
الرواية الثانية:
ورد عن صالح بن السندي، عن
جعفر بن بشير، عن اسماعيل بن محمد الخزاعي قال: سأل ابو بصير أبا عبدالله (ع) وأنا
أسمع ،فقال: تراني ادرك القائم (ع) ؟ فقال: يا أبا بصير ألست تعرف إمامك ؟ فقال :
إي والله وأنت هو -وتناول يده - فقال: والله ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون
محتبياً بسيفك في ظل رواق القائم (ع). (الكافي ج1ص371).
الرواية الثالثة:
عن الفضيل بن يسار قال: سألت
أبا عبدالله (ع) عن قول الله تبارك وتعالى " يوم ندعو كل أناس بإمامهم"
فقال: (يا فضيل اعرف إمامك ،فأنك إذا عرفت إمامك لم يضرك ، تقدم هذا الأمر أو تأخر
، ومن عرف إمامه ثم مات قبل ان يقوم صاحب هذا الأمر، كان بمنزلة من كان قاعداً في
عسكره ، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه ، قال: وقال بعض أصحابه: بمنزلة من استشهد
مع رسول الله (ص) .(الكافي ج1ص371).
..
انتظروا المنشور الثاني بعنوان
:
(نستخلص من هذه الروايات بعض
الدروس)
...
كتاب القيادة الواعية المنهج
والتحديات ج1 ص115
0 تعليقات