الجيوش والاقتصاد
د. محمد ابراهيم بسيوني
عميد طب المنيا السابق
يقولون "الجيش مكانه
الحدود، ويجب ان يعود لثكناته".
يعيشون في القرون الماضية.
الحدود هي كل شبر في أرضنا
ومياهنا وسماءنا، والجيش يحمى كل مدن مصر بقواعد ومراكز مراقبة ومراكز قيادة وتحكم
وسيطرة ومطارات ودفاع جوى وصواريخ، وإمداد وتموين ... ولا يخفى على احد النشاط الاقتصادي
لأكبر وأقوى جيوش العالم ...
النشاط الاقتصادي للجيش الأمريكي
والتركي والهندي والصيني والباكستاني وحتى الجيش الايطالي والجيش المصري الذي يعد
اقل هذه الجيوش.
من حيث النشاط الاقتصادي فى
البلاد يعتبر الجيش الأمريكي أحد أغنى الجيوش فى العالم، يستثمر الجيش الأمريكي حوالي
44 مليار دولار وهذا فقط فى مجال الإنشاءات والطرق والكباري، عاديك عن مجال
الصناعات الغذائية والأدوية والتى يهدف من ورائها عمل اكتفاء ذاتى وبيع منتجاته فى
الحياة المدنية.
الجيش التركي والذى يمتلك شركة
oyak وهى أضخم مجموعة اقتصادية فى تركيا يقدر حجم راس مالها 10 مليار
دولار وهذا هو المعلن وتمتلك هذه المجموعة الاقتصادية توكيل شركة رينو واحتكار
صناعة الحديد فى تركيا الذي جزء كبير منه ذهب لإسرائيل لبناء الجدار العازل.
الجيش الهندى يمتلك اكبر
مجموعة متاجر على مستوى الهند وهى مجموعة كانتين والتى تورد للسوق المحلى ما يعادل
25٪ من احتياجات المدنيين فى الهند من مشروبات كحوليه وغازية ومواد غذائية وهذا هو
المعلن فقط أما باقى النشاطات فليس لها اى احصائية.
الجيش الصينى والباكستانى تكاد
تقول نفس المنظومة وهو عبارة عن مجموعة شركات كثيرة وتقدر بعشرات الآلاف ولكن
المعلومات عن هذه الشركات وطبيعة عملها مجهولة ومعلومات شحيحة نظرا لطبيعة هذه
البلاد.
الجيش الايطالي والذى يستخدم
الماريجوانا فى صناعة الأدوية ويقوم بزراعة هذا المخدر بحجة صناعة أدوية السرطان وأيضا
لان سعرها بدأ فى الارتفاع فقرر الجيش زراعتها.
المضحك ان جهاز الشرطة حينما يقوم بعمل ضبطية فى
حملاته على مخدر الماريجوانا يرفض الجيش اخذ هذه الضبطية بحجة انها غير متطابقة للأوصاف
ولا اعلم ما هى الأوصاف التى يجب ان تتطابق فى المخدرات ليتم الاستعانة بها فى
الدواء.
إذا الجيش المصري لم يأتى بعمل
محرم ولا يقوم بأنشطة منافية لطبيعة العمل العسكري.
الجيش المصرى مثل اقوي جيوش العالم التى لها أنشطة
اقتصادية لعمل اكتفاء ذاتى وسد حاجة السوق المحلية وإدارة أزمة ممكن ان تتعرض لها
البلاد مثلما حدث فى أزمة مظاهرات يناير 2011 وما أعقبها من أزمات اقتصادية فى
البلد. وارجع لكل أزمة سوف تلاحظ ان الجيش هو من أنقذ الموقف فى وقت كان تجار
جشعين يتحكمون فى السوق.
0 تعليقات