ذكرى كربلاء.. تضحية وانتصار
بقلم/ إكرام المحاقري
أنتصر الدم وهزم الشيطان وتربع الحق سلطانا على
عروش الظالمين قصر الوقت أم طال، فباسم الدين قتلوا الدين، وباسم الإسلام ضيعوا
مبادئ وقيم الإسلام، وباسم الله قتلوا أولياء الله، ومن بين الدماء الزكية والمظلومة
كبروا الله، شاذون عن يقين الدين، مردوا على النفاق وأضلوا الأمة في العالمين.
من كربلاء ألطف إلى كربلاء
القرن العشرين، ومن دماء الإمام الحسين
عليه السلام إلى أنهار من دماء الحسينيين، هي تلك المواقف القيمة لا تختلف حتى وإن
أختلف الزمان والمكان وتنوعت أسماء المجرمين، يبقى الحق حقا ويبقى الشيطان هو
الشيطان الرجيم.
تضحية وانتصار، مفردتين ولدت الأخرى
من رحم الأولى، في مشروع إلهي ممتد حتى قيام الساعة، وفرض فرضه الله للنبيين من
آجل أن يميز الله الخبيث من الطيب، وما حدث في الأمس البعيد مازال يحدث في الأمس القريب
المعاصر، مازال اليزيد يستهدف الصادقين بالفكر التكفيري التدجيني المنحرف عن نهج
الله في القرآن الكريم، ومازال حال الأمة يشكو تبعات هذا الانحراف..
فكربلاء ليست وليدة لحظتها بل
أنها نتاج لانحراف وجد يوم فاضت الروح الطاهرة للنبي محمد صلوات الله عليه وآله
الى جوار بارئها، فمن يخالف توجيهات الله لن يدافع عن أولياء الله!! مازالت الأمة
الإسلامية تدفع ثمن ذلك الانحراف حتى اللحظة ضلالا، تيها، ضياعا، تنكرا لأصل
الدين، وتخلفا عن خط الصادقين.
فالصادقين الذين يسقطون قتلا
الواحد تلو الآخر بيد محسوبة على الدين وهم على نهج وهابي صهيوني، وتلك السيوف
التي قطعت رأس الإمام الحسين عليه السلام هي سيوف أسلاف "داعش والقاعدة"،
وصواريخ فتاكة تقصف الأبرياء وتناثر أشلائهم وتفصل رؤوسهم عن أجسادهم!!
ومنهج الإمام الحسين مازال
يجري في عروق الذين امنوا، يواجهون قوى الطاغوت ويقدمون أنفسهم قرابين من أجل
أقامة الحق والدفاع عن مبادئ الدين الحنيف، لسان حالهم هو لسان حال الإمام الحسين
عليه السلام حين قال "والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولكن للإصلاح في أمة جدي"
فأصلحوا شأنها بدمائهم الطاهرة حين انتصرت على سيف اليزيد، لتثمر عزا وكرامة وإباء..
ومنهج الظالمين تبدد ككسف سقط
من السماء بثبات الصادقين، وهذا ماحدث لقوى مستكبرة شريرة جمعت كيدها ونفثت سمها
عدوانا على الشعب اليمني المؤمن، لكن دماء أهل اليمن انتصرت وعرت وهم قوى الاستكبار
الواهنة كبيت العنكبوت، فالنتيجة الحتمية للتضحية من أجل الدين هي النصر.
فمدرسة كربلاء مليئة بالدروس
والعبر، ومحطة يستلهم منها المؤمنين معنى التضحية والثبات، ويتعلم منها منهم أصحاب
الحق ان الباطل يزهق وإن تدثر بقناع الدين، فالقرآن الكريم فيه من الحقائق ما يجعل
المؤمنين على بصيرة من أمرهم، والأحداث تتكشف يوما بعد الآخر لتعري حقيقة ضعف ووهن
الباطل وأتباعه.. والعاقبة للمتقين..
0 تعليقات