الابتزاز القذر يستوجب الحذر!!
بقلم/السيد الزرقاني
- في علم السياسية خاصة
التحليل السياسي يجب ربط كل الخيوط والأحداث واعتبارها كيان مشترك لتخرج في
النهاية بالحلول المنطقية والرؤية الصائبة في مشهد يحاول البعض العيش في جزر
منعزلة ورؤية مايره فقط من أفق ضيق جغرافيا وربما تاريخيا ، وعندما نطبق نظرية
الترتيب الزمني للأحداث في منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت محط أنظار كل القوي سواء
الغربية أو الشرقية أو حتي الإقليمية بما تملكه من ثروات إستراتيجية حيوية تغير
ميزان القوي لمن يسيطر عليها سياسيا او عسكرياً، ولم يكن صوت الراحل عبد المنعم
رياض مجلجلا عام 1969 حين أعلن صارخا بان الولايات المتحدة واتباعها يخططون للحضور
العسكري إلي منطقتنا في الألفية الجديدة والبعض لم ينتبه لتلك الصرخة التي أصبحت
حقيقة الآن وهي المتحكمة في كل الأحداث الجارية الآن بالمنطقة بالأمس القريب نجحت
فصائل الحوثي بإرسال أكثر من عشر طائرات مسيرة لمسافة تفوق ثلاث آلاف من
الكليومترات داخل العمق السعودي دون أن ترصدها أي من الأجهزة الأمريكية الحديثة او
الردارات السعودية المتمركزة علي الحدود الجنوبية وضربها وانتهي الأمر بضرب أكثر
من نصف خزنات ومصافي البترول في المنطقة الشرقية بالسعودية لتصاب السعودية
واجوارها بالفزع ؟؟
هل هذا مقصود بالطبع نعم إدارة
ترامب تصد إيصال السعودية خاصة الملك المتهالك سلمان وابنه إلي تلك الحالة من
الإنهيار النفسي والمعنوي أمام الجميع ؟؟ والآن السعودية تعرض كل ثرواتها أمام
أمريكا لطلب الجماعة من خطر الحوثي وبالتالي أحداث حالة من الانتعاش الاقتصادي في
السوق الأمريكي فترتفع أسهم ترامب اذا ما فكر في خوض الإنتخابات المقبلة، بعد فشلة
في أكبر مشروعين طرحهما لحماية إسرائيل وهما مشروع التحالف السني لمحاربة ايران
ورفضته السعودية بناء علي إقتراحات مصرية وكان التأثير المصري اقوي في إفشال تلك
الأفكار التي حلم بها ترامب منذ تولية السلطة للهروب من المشاكل الداخلية هناك،
وكان عليه سلب ثروات المملكة بطرق أخري من خلال التهديد الحوثي، وعلي الجانب الاخر
فشل تراب في تسويق وتنفيذ صفقة القرن التي طالما غازل بها اللوبي اليهودي داخل
وخارج الولايات المتحدة وأيقن أن الرئيس المصري وجيشه هما الحجر الصالد الذي تكسرت
عليها أحلام أمريكا في المنطقة فكان لابد من كسر تلك المؤسسة العسكرية وهذا
مانعيشه اليوم من خلق حالة من حلال النقمة علي الجيش المصري وقياداته التي كان لها
الفضل في الفضاء علي تنظيم دولي بحجم الجماعة الإرهابية وبالتالي تحطيم مل آمال
الولايات المتحدة في تقسيم المنطقة إلي كانتونات وجيوب متصارعة لصالح اسرائيل وما
نراه اليوم من الموقف المتعنت لاثيوبيا في مشروع بناء سد النهضة وظهور ما تعرف
ب"مملكة الجبل الاصفر" حنوب مصر ومناطق امنة في شمال سوريا ،ليس من فراغ
، وانما هو الشيء مرتب للمنطقة في الخارج خصوصا مصر واعتقد بعد ماتم تسريبة مؤخرا أسرار
تخص الكيان العسكري خصوصا الإدارة الهندسية التي تتحمل وحدها تنفيذ كل المشروعات
في عهد الرئيس السيسي اعتقد ان مصر ستصبح علي صفيح ساخن طوال الفترة القادمة لان الأعداء
متربصون بها وعلى ابنائها ان يأخذون حذرهم من ذلك.
***
كاتب مصري
0 تعليقات