آخر الأخبار

حروب الطاقة




حروب الطاقة

د. محمد ابراهيم بسيوني
عميد طب المنيا السابق



من المؤكد اليوم أنّ النفط والغاز وموارد الطاقة هي من أهم عناصر الجذب التي تستقطب نفوذ الدول وصراعاتها في العالم، ولاسيما منطقة الشرق الأوسط بأبعادها الإستراتيجية وبثرواتها الطبيعية وبممراتها المائية. لقد شكّـلت منطقة الشرق الأوسط عامة، والمنطقة العربية على الخصوص، نقطة استقطاب إستراتيجية منذ سنوات طويلة للعديد من الدول، التي تتنافس في سباق محموم في الصراع على مصادر الطاقة، وكذلك جعل العديد من دول المنطقة ذات تأثير يتعاظم بأبعاده الجيوسياسية على خريطة التحالفات في منطقة الشرق الأوسط.

النزاع الدولي والإقليمي علي مصادر الطاقة والمياه هو المحرك الأساسي للأحداث والصراع في المنطقة من سنوات طويلة. من هذا الصراع خسرت العراق وسوريا أكثر من نصف مياههم لصالح تركيا وإسرائيل وإيران، وفقدا السيطرة علي أكثر من نصف أرضيهم وثرواتهم من البترول والنقد والآثار لصالح قوي إقليمية مختلفة وفقد ملايين البشر من شعوبهم حياتهم وبيوتهم وأحبابهم واستقرارهم. تدخلت روسيا في سوريا أصلا لمنع إمداد خطوط الغاز العربي لأوروبا عن طريق سوريا لتظل هي اي روسيا القابضة علي تجارة الطاقة والغاز في أوروبا كلها وكان لها الغلبة.

حجب المياه عن مصر وسيلة وخطة للضغط علي مصر أيضا في الصراع لأخذ الغاز منها وسلب بعض أراضيها. وسيلة ضغط ممن يهمهم اخذ أكثر من حصة مصر من المياه والغاز والأرض في مقابل ترك لمصر بعض المياه الأساسية لها.


في الآونة الأخيرة، مرّت المنطقة العربية بمجموعة من التغيرات في مرحلة "ثورات الربيع العربي" منذ عام 2011. وقد خلقت هذه الثورات جملةً من المتغيرات السياسية والأمنية التي تركت أثرها على مجمل الواقع العربي والمحيط الإقليمي عمومًا.

أمّا اليوم وفي ظل الصراعات على الأدوار في الواقع الدولي الجديد، حيث يتداخل السياسي بالاقتصادي، فنجد سباقًا محمومًا بين الدول لتحصين مكتسباتها من الموارد الخام، وهذا ما يفسّر تراجع أسعار النفط ويبقيه سؤالًا محيرًا للسياسيين والاقتصاديين في آنٍ معًا.

ومع توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الخمس الكبرى، أصبحت إيران لاعبًا إقليميًا لا يمكن تجاهله بعد سنوات من العزلة والعقوبات. وعلى الرغم من الحديث عن الانكفاء الأميركي مرحليًا عن المنطقة في ظل سياسة الرئيس الأميركي ترامب وغياب القطبية الأحادية، نجد أنّ البُعد الاقتصادي والبحث عن مواقع جديدة في حركة الاقتصاد العالمي، لايزال هو المتحكّم بمسار الكثير من مجريات الأحداث والوقائع. من هنا كان التدخّل الروسي المباشر على خط الأحداث في سوريا، والتحالف الذي أنشأته السعودية للإمساك باليمن كحديقة خلفية لحدودها ولممراتها المائية وكذلك التحالفات التي ترسم تحت عنوان محاربة الإرهاب والتطرف.

كل هذه العناوين والتحالفات والحراك الدولي تجاه المنطقة وقضاياها، يصب في خانة حماية المصالح الاقتصادية للدول، وفي سعيها الحثيث لتأمين خطوط نقل النفط والغاز إلى دولها، وفي فتح أسواق جديدة للسلع والمنتجات، وكذلك في الحفاظ على حصة من الموارد والمكتسبات مع أي تسوية محتملة، في حال التوصل إلى صيغة حلول أو تسويات للقضايا والملفات الشائكة.

إذا الشعب الواعي الباقي الحريص على أرضه وأسباب حياته يجب ان يساند القيادة و الجيش المصري للدفاع عن مصالح مصر في الخارج والداخل. وان شاء الله تسلم مصر بشعبها وجيشها في كل حين من كل أذي.



إرسال تعليق

0 تعليقات