الارتجال والانضباط
د. محمد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق
اعتاد معظم رؤساء مصر على
الارتجال في خطبهم اما لتوصيل رسالة هنا او هناك او للسخرية من أشخاص او وقائع، او
لدغدغة مشاعر الشعب بإلقاء الرئيس للدعابات فيضحك من يتابعه ويصفق فيتقرب بذلك من
شعبه. واذا كانت بعض الكلمات الارتجالية للرؤساء قد أثارت ضحك من يتابعها، الا
كانت هناك كلمات ارتجالية أخرى قد أدت الى كوارث وأزمات للرؤساء أنفسهم ولأنظمتهم
الحاكمة وزوالها. مصر عامرة بالكفاءات، زاخرة بذوى القدرات، لديها مستودعًا بشريًا
لا ينضب ومخزونًا حضاريا لا ينتهى، والسياسات يصنعها البشر، والتقدم قرار عقلى،
والتفوق إرادة إنسانية، لذلك فإننى أتمنى من الرئيس أن يلتقط من أبناء هذا الشعب
أصحاب الكفاءات بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية واهتماماتهم الفكرية أو
معتقداتهم الشخصية، شريطة أن يكونوا مؤمنين بالوطنية المصرية، وليست لديهم
«أجندات» خاصة، فليس كل الذين يتولون المواقع هم أفضل من يستحقونها، والرئيس أعلم
منى ومن غيرى بحجم المشاكل التى نعانى منها والتحديات التى تحيط بنا وتستهدف
مستقبلنا. إننى أدرك أن العبء كبير والتركة ثقيلة، ولكن مصر عامرة بمواردها
البشرية قبل مواردها الطبيعية، ومصر الدولة تحاول كسر الحصار حولها، وأشهد أنها حققت
فى ذلك شوطًا كبيرًا.
إنني أوجه نصيحة لكل شخص مسئول
وأراد توجيه كلمة الى الشعب بان لا يرتجل في خطابه ويلتزم بالمكتوب في الورقة لان
الارتجال يؤدي احيانا الى صدور تعبيرات وآراء غير محسوبة العواقب وتؤدي الى كوارث.
0 تعليقات