آخر الأخبار

اليعقوبى .... مرجع عضوى




اليعقوبى....  مرجع عضوى


محمود جابر
ارتبط مفهوم "المثقف العضوي" أو " المفكر العضوى" بالمفكر الإيطالي الشهير أنطونيو جرامشي (1891ـ1937)، و مفهوم "المثقف العضوي" عنده هو الشخص الذي يستطيع أن يُدرك بمهارة تنم عن وعي ثقافي تُعبر عن جماعته التي ينتمي إليها، وفق تفسير واقعي أخاذ، نافذ، ومقبول لحاجيات وتصورات الجماعة التى ينتمى إليها وهو جزء منها ...

ما يمتلكه هذا (( الشخص/ المرجع)) من وعي خلَاق يستطيع من خلاله التعبير عن أيديولوجيا الجماعة التي هو جزء فاعل وواع منها، ولا استقلالية له إلَا بالمقدار الذي تكون فيه هذه الاستقلالية تعبير حقيقي لرغبات جماعته او قومه، ولكن وعيه التاريخي بها وبتحولاتها أشد وأعمق منهم، حينذاك سيجد معارضة شديدة من الوعي الجمعي، وهذ الذى حصل مع اليعقوبى ، الأمر الذي يضطره لأن يكون خارج جماعة - النجف الكلاسيكيين - ليعبر عن طموحاته بحرية أكبر، وهو في هذه الحال، أي خروجه عن الجماعة - المرجعية الكلاسيكية - التي ينطق باسمها، ليُعبر عن طموحاتها، إنما هو إدراك ووعي نافذ عنده، وخروج عن نمط التفكير السائد الذي يتماهى فيه "المرجع التقليدي" مع "الحس الجمعي" لقومه الذي ينتمى إليهم ، الذي صوره البعض أنه يعيش في "برج عاجي"، لكنه يبحث عن وجود فعال يتماهى من خلاله مع الجمع .

هذا الذى نراه فى سلوك وعمل ونشاط وحركة وبيانات اليعقوبى كمرجع تقليد قادرا على أن يعيش هموم المواطن العراقى من الاحتلال ومقاومته، وإقامة دولة قائمة على العدل والمساواة ومن قانون انتخابي يتيح احترام أصوات الناس التى تضيع هباء بسبب القانون الذى انتقده ودعي إلى استبداله وهو الأمر الذى جر على العراق الويلات من أحزاب كبيرة فاسدة ومسئولين حزبيين فاسدين ...

واليوم يتصدى اليعقوبى بمهارة بالغة وبطريقة علوية حسينية إنسانية لقضية مياه البصرة ..... حين أطلق بيانه المعنون "حل مشكلة المياه في البصرة من أعظم الشعائر الدينية".

فشعائر الدين قائمة على حفظ النفس البشرية من الهلاك وهو مصداق لقوله الله تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا  وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) المائدة ....


فالعلاج توجيه قرآنية وأخلاقى وانسانى، وتوجيه كل طاقته من مهندسين وفنيين ومؤسسات مدنية من اجل شربة ماء قد يموت بسببها انسان، والحيلولة دون هلاك الناس وشحذ الهمة الخلقية والمعنوية والمادية هو عمل جيد من اعمال المرجعية العضوية التى تعيش هموم الناس ولا تقف على حدود الاستفتاء والانعزال عن الناس والبعد عن مشكلهم اليومية .... هكذا هو المرجع العضوي صاحب هذه الدعوة الكريمة بأن الماء من شعائر الدين لان الله تعالى قال عنه - الماء ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ) الانبياء 30


إرسال تعليق

0 تعليقات