آخر الأخبار

جونسون وحلم يتمني تحقيقه





جونسون وحلم يتمني تحقيقه

قبل قيام الإتحاد الأوروبي اعتبر الرئيسان الفرنسي فرانسوا ميتران والمستشار الألماني هيلموت كول أن الاتحاد السوفيتي قد اختفى، ولم تعد الوصاية الأمريكية على أوروبا الغربية ضرورية ...
فقررا تحويل الجماعة الاقتصادية المشتركة إلى دولة فوق وطنية " الاتحاد الأوروبي" وقررت فرنسا وألمانيا من خلال ضم عشر دول أوربية إلى جانبهما، تحقيق كتلة حاسمة تسمح لهما بالمنافسة مع الولايات المتحدة....

في الوقت نفسه كانت الولايات المتحدة تفكر فيما سيؤول إليه العالم من دون الاتحاد السوفيتي مما دعا بول وولفويتز، مستشار الرئيس بوش الأب إلى العمل على عرقلة تطور الجماعة الاقتصادية الأوروبية سياسياً، والتأكد من أنها لن تكون منافساً لواشنطن...!

وبناءً على ذلك فرض وزير الخارجية جيمس بيكر على الجماعة الاقتصادية الأوروبية إدخال دول أوروبا الوسطى الفقيرة التي كانت تحت الوصاية السوفيتية ودول الاتحاد السوفيتي السابق.
رفضت بريطانيا والدانمارك العملة المشتركة (اليورو)، مع الحفاظ على استمرار عضويتهما في الكيان الجديد.

لهذا السبب اقترحت الولايات المتحدة على بريطانيا في عام 2000 الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والانضمام إلى اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.

غير أن الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) لم يحدث إلا عام 2016....

ركزت حملة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الاستقلال الاقتصادي، لكن المسألة كانت في مكان آخر...

فقد كان ينتاب بريطانيا والدنمارك شعور مشترك بتهديد ذلك الكيان القاري العملاق العابر للدول الوطنية، لسيادتهما.... لدرجة أن مجلس العموم البريطاني ظل لثلاث سنوات متتالية
منقسماً حول ما إذا كان ينتمي إلى الاتحاد الأوروبي أم لا ...!

لقد حرصت إنجلترا طوال قرون على ضمان عدم سيطرة أي قوة على القارة الأوروبية وذهبت إلى الحرب ضد فرنسا نابليون، ثم ضد ألمانيا هتلر.
بوريس جونسون ...!
على الرغم من أنه عاش فترة في الولايات المتحدة، إلا أنه يعد وليد شرعي للنخبة البريطانية...

إن غرابة الأطوار والثرثرة الزائدة لهذا الملقب ب "جو، المهرج"، تخفي وراءها ثقافته التاريخية العميقة.
كرس جونسون كتابا عن مثله الأعلى "ونستون تشرشل"...
ويقوم مشروعه الحالي على وضع بريطانيا "من وجهة نظره" في المرتبة الأولى عالمياً، من خلال جعل نفسه المستشار السياسي للرئيس الأمريكي، كما كان تشرشل بالنسبة لفرانكلين روزفلت من جهة، وإدخال الاتحاد الأوروبي وروسيا في مواجهات ضد بعضهما البعض، من جهة أخرى....!
لا تتعجبوا قد ينجح هذا الفتي في مسعاه إذا استطاع أن يحافظ علي تماسك حكومته دون السقوط مع حلول الكريسماس ..!



إرسال تعليق

0 تعليقات