الخطة البديلة للربيع العربي
بقلم / السيد الزرقاني
-كان ومازال التخطيط الغربي
مستمرا للنيل من الأمة العربية والإسلامية وضربها في عمق ثوابتها الدين واللغة
وتغير كل معالمها الحضارية من خلال مجموعة الإجراءات التي تم الإعداد لها مسبقا في
دهاليز الساسة الأمريكان وغيرهم ، فمع بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة ظهر
في أفق أمتنا العربية ماسمي بالربيع العربي وهو عبارة عن ثورات شعبية مغلفة
بالمذاهب الدينية تؤدي في نهايتها الي مايسمى في علم الإستراتيجيات العسكرية
(الحروب الصفرية) اي تصفية الدولة لنفسها عن طريق الحروب الأهلية والمذهبية
والعرقية من خلال توفير دعم لوجستي لفئة دون الأخرى لفترات متباينة وكانت البدايات
في تونس ثم سوريا ومصر وليبيا واليمن وتلك الدول كانت تمثل أعمدة رئيسية للأمة
العربية وقت الأزمات فكان لابد من التخلص منها صفريا ونجحت الخطة في موقع وتباين
النجاح النسبي في أماكن أخرى إلا أن تلك الخطة انتكست فعليا في مصر علي يد الجيش
والشعب وتجلي صداه في المواقع التي كانت علي وشك الانهيار خاصة سوريا والعراق ،
فكان علي المتآمرين والمخططين البحث عن الخطة البديلة وهي إعلان حالات انفصالية في
البلاد العربية ودعمها ماليا وسياسيا وكانت البداية من إقليم كردستان بشمال العراق
لإحياء النزاع العرقي مرة أخري علي المدي البعيد ثم الدعوة الأمريكية الي خلق
مناطق آمنه في شمال شرق سوريا خاصة منطقة شرق الفراد التي ترفض أمريكا وتركيا
تركها مرة أخري للام سوريا وذلك لأهميتها الاقتصادية وأثرها علي صناعة البرمجيات
في المستقبل بعد اكتشاف انها من المناطق الغنية بالسليكون النقي وهو من المواد
الخام الرئيسية لتلك الصناعات الخطيرة ، أما ليبيا فحث ولا حرج علي مانراه الآن في
طرابلس ربما ينتهي الأمر بالتقسيم الجغرافي بين القوي المتنازعة هناك ، ومؤخرا
اعلن عن دويلة (الجبل الصفر) علي الحدود بين مصر والسودان تختص باللاجئين من جميع
الدول العربية والإسلامية اي تحويل تلك المنطفة الي كنتونات عرقية وطائفية غير
متجانسة مما يهدد الأمن القومي لمصر التي كان لها الدور الأكبر لوقف كل خطط
التقسيم الإجباري للوطن العربي ومن هنا يجيب ان ندرك إدراكا تاما بأن مايعلن عنه
الآن او بعد ذلك ماهو إلا خطط بديلة تلجىء إليها القوي الاستعمارية في المنطقة
العربية، وان فشلت تلك الخطة فهناك العديد من البدائل لديهم ولكن السؤال هل لدي
جامعة الدول العربية والنظم العربية الحاكمة رؤية بديلة لمواجهة اي خطط تدبر لهم ؟؟
مازال السؤال مطروحا لحين إشعارات
عربية جديرة بالاسباقية السياسية والإستراتيجية العربية .
****
كاتب مصري
0 تعليقات