ديمقراطية فاكسة
هادي جلو مرعي
الديمقراطية في العراق مثال صارخ على سلوك عاهرة تدعي العفة والشرف، وتريد من يصدقها، والأدهى أن هناك من يصدقها بالفعل، ليس لأنه على يقين من عفتها، بل هو يعرفها جيدا، لكنه منتفع منها، ومستفيد من سلوكها، وهو لايختلف كثيرا عن القواد الذي يقف على بابها ليحاسب الخارجين منها، ويقبض ثمن عهرها وقوادته.
الديمقراطية في العراق مثل بضاعة وصلت لحساب تاجر له الحق في تصريفها كما يشتهي ويريد. فهي من حصته، ولاحق لأحد سواه في ذلك، وكذلك بقية الناس الذين يمكنهم شراء مايرغبون منها إذا كانوا يملكون المال، وإذا لم يكونوا يملكون شيئا فليذهبوا الى الجحيم، ودون أن يلتفت لهم أحد.
الذين ينتفعون من الديمقراطية فئة محدودة للغاية، ويمكنهم فعل مايريدون لأنهم إستخدموها وققا لمعادلة الكسب الخاص، فالنتائج من الإنتخابات تذهب لمصلحة القوى المنتفعة من الديمقراطية، بينما يتم إستخدام الشعب للتصويت، وإيصال اعداد من المرشحين ليكونوا في البرلمان ضمن ماكينة المحاصصة ليمارسوا دورهم في توزيع آلاف المناصب على أحزابهم، وقواهم التي ينتمون لها ويحققون منافعهم الخاصة منها.
توصلت المسوحات و تقييم الخبراء بحسب مركز حوكمة الى إن التحول الديمقراطي في العراق مايزال ضمن خانة ( الإنتقال الجزئي ) رغم مرور مايقارب 16 عاما على التغيير السياسي في هذا البلد، حيث بلغ متوسط مؤشر الديمقراطية في العراق للعام 2018 - 2019 ما مقداره( 4.5 )من مجموع عشرة درجات.
بصراحة أعتقد وبعد تجربة السنوات الماضية المرة التي سيطر فيها النفعيون والإنتهازيون على مقاليد كل شيء، إن الديمقراطية لاراكدة ولافاسدة بل هي فاكسة وبإمتياز.
0 تعليقات