قل: شرع الإخوان، شرع السلفيين، شرع الأزهر، شرع شيوخ
المعز..
ولا
تقل شرع الله
خالد الأسود
نحن الذين نربي أولادنا على حلم الخلافة، نقول لهم على
كلام ناس كانت تقبض من دنانير بني أمية وعايشة على ذهب المعز أنه شرع الله،..نحن
الذين نعلم ولادنا أن القانون عكس شرع الله!!!!
لم نفهمهم أن الدساتير
والقوانين هي خلاصة فهم حكمائنا لشرائع الله..
لا نقول قول لأولادنا أن الذي يسمونه شرع الله هو فهم
جماعة ضيقة الأفق محدودة التفكير عاشوا وماتوا يصرخون ويهللون على ملابس النساء
ولم تهتز ضمائرهم لاستمرار الرق والعبودية..
الذي يسمونه شرع الله ماهو إلا فهم نفس الناس التي كفرت
ابن سينا والفارابي والكندي وابن حيان وابن رشد وابن المقفع..
هم أنفسهم الذين لعنوا الشيخ علي عبد الرازق والإمام
محمد عبده..
هم أنفسهم الذين فرقوا الدكتور نصر حامد أبو زيد عن
زوجته، وصبوا لعناتهم على فضيلة الشيخ سيد طنطاوي..
هم أنفسهم الذين شاركوا في اغتيال الدكتور فرج فودة
بالتبرير الفقهي وحموا المنفذين بالفتوى..
تجاهلوا
جهود فضيلة الشيخ شلتوت في التقريب بين المذاهب؛ هم يفضلون فتنة الفرقة الناجية،
كلهم محكومون بعقيدة الولاء والبراء والحاكمية، فريضتهم الجهاد في دار الكفر
والعالم كله كافر في مذهبهم..
لايفترقون عن أي داعشي إلا بالتقية واللف والدوران..
حتى اليوم مازالت مقرراتنا
الدراسية تتحدث عن دولة الخلافة باعتبارها المدينة الفاضلة، مازال أسماء الغزاة
الأتراك محطوطة على شوارعنا..
مازالت مقرراتنا الدراسية
تخفي جرائم خلفاء بني أمية والعباسيين ولصوص الترك والغز..
كتب التاريخ واللغة العربية
تحولت لسم قاتل يصنع الإرهاب..
تعليمنا يحمل في صفحاته
قنابل مشتعلة الفتيل.. تصنع مهاويس بتاريخ دعائي موهوم..
أدعم بقوة طارق شوقي وما
يحدثه من طفرة نوعية في مناهجنا.. ولكن القنابل في الكتب كفيلة أن تدمر أوطاننا..
الشعب الذي يؤمن أغلبه أن القتل والذبح باسم الاستتابة
شرع الله لا يستحق ديمقراطية ولن ينال مستحقات الحداثة والتطور الإنساني..
إن
لم نفصل دين الإسلام عن تاريخ المسلمين فسنجد أنفسنا الجنس المرشح للانقراض..
إن لم نتوقف عن صالح لكل
زمان ومكان فسنكون الهادمين ديننا..
نجاتنا في العقل الناقد، في
الانفتاح على الحداثة والقيم الإنسانية التي أفرزتها رحلة تطورنا كبشر يعيش على
الأرض، لا ملائكة نورانية نتوهمها..
نحن في حاجة إلى منظومة
أخلاقية نابعة من عصرنا وتطورنا وظروفنا المكانية والزمانية لا منقولة من قبور
الموتى..
فلنتوقف عن تمثيل فضيلة
الملائكة خوفا من العيبة، فلنمارس فضيلة الصواب صدقا ووعيا..
أتمنى أن يهجر الأزهر منهجه
المدرسي كناقل للماضي وأن يصبح صانعا للحاضر..
أن يهجر دور حارس الرجعية
والقبور وأن يصير صانعا للحياة..
هو مؤسسة محمية بالعوام والبسطاء، تغره شعبوية الغوغاء
فيتجبر ويتيه ويظل يقاوم حتى يتخطاه الزمن ويسحقه التطور الإنساني..
في
عصر النت وشبكات التواصل الاجتماعي لن تمر خطيئته التكرارية..
سنتذكر ونرى ونعي..
0 تعليقات