آخر الأخبار

فى غياب الظرف الموضوعى




فى غياب الظرف الموضوعى


مارك مجدى


في انتظار أن تنتهي جولة من صراع فوقي بين طرفين يتباري كليهما حول جائزة الأكثر غبائا، و قبل ان يتحمس الرفاق العرب و يدعون الأمر حراك أو احتجاجات لنتنظر جميعا قليلا حتي يتكشف لنا حجم الحدث الحقيقي الذي اعرف انه لم يتجاوز الساعتان حني الآن.

هناك غضب شعبي هذا أمر مفروغ منه، و لكن هذا لا يعني ان هناك ظرف ثوري، أي توافر العناصر المؤهلة للثورة، جوهرها التنظيم و موضوعها وجود القوي الاجتماعية الجاهزة. و اذا لم يتوفر هذا الظرف الثوري فهذا يعني ان الدعوة للتحرك تخدم طرف من الأطراف المتصارعة، و هو في هذه الحالة أري انه يخدم الأطراف المعادية للجيش و مشروعه الاقتصادي، أي رأسماليين آخرين يمثلهم سياسيا خليط من الإسلاميين و المباركيين.

١- لم يترجم هذا الغضب الشعبي إلي حراك علي ارض الواقع حتي الآن عكس ما يصور.

٢- و حتي اذا ترجم الي حراك واسع الآن سندخل معضلة غياب التنظيم الثوري مرة أخري لصالح التنظيمات الرجعية، و كل من يتكلم عن نزول حتي في ظل وجود التنظيمات الرجعية هو شخص مازوخي يعشق جلاده و يحدثنا كما لو كان الماضي القريب لم يحدث.

و قبل ان تبادر بالتعليق علي ما اكتب أريدك ان تعرف، أن ثنائيات كديكتاتورية / ديمقراطية - قمع/حرية - عسكرية / مدنية هي ثنائيات اعتبرها خارج المسار الذي أفكر فيه و لا يهمني النقاش حولها، حيث كل دولة هي جهاز قمع و كل قمع هو أساس قيام التنظيم الاجتماعي في الرأسمالية.

و الأهم من كل ذلك، أنا احدد موقفي من شرائح الرأسمالية المصرية المتصارعة الان وفقا لميل كل شريحة منها نحو التنمية و الإنتاج، و انا اعرف جيدا ان شريحة الرأسمالية العسكرية هي الأكثر إنتاجا و انها صاحبة المصلحة في تماسك الرقعة الوطنية، و ان عبد الفتاح السيسي يمثلها في الحكم بكل ما يقدمه من أخطاء و انحيازات غير صائبة. هو من بين المتصارعين و ليس افضل الخيارات و هناك فرق كبير.

أما عن أصحاب الأوهام و الخيالات فليمتنعوا عن التفاعل معي و لينعتوني بما يريدون.


إرسال تعليق

0 تعليقات