هكذا تكلم محمد المبروك عن ثورة محمد علي
مشهد يحكيه لكم: محمد فرج
صديقي محمد المبروك اسم على
مسمى، وهو متيم بأحداث التاريخ، لكنه يظهر فجأة ويختفي فجأة، شارك في مظاهرات 1968
ضد أحكام قادة الطيران واختفى، وشارك في مظاهرات الطلبة في السبعينيات واختفى،
وشارك في انتفاضة الخبز في 18 و 19 يناير 1977 ودخل السجن واختفى، وظهر في ميدان
التحرير في ثورة 25 يناير 2011 واختفى، ومع كل ظهور له كان يملأ المكان جدلاً
ونقاشاً وبهجة، وفي كل مرة كان يتحدث عن الفرص الضائعة، ويتهم القيادات بإضاعة
الفرص، ففي مظاهرات 68 ضاعت فرصة تصحيح المسار، وفي مظاهرات الطلبة ضاعت فرصة
تنظيم حرب التحرير الشعبية، وفي 18 و 19 يناير 77 ضاعت فرصة الإطاحة بحكم السادات،
وفي 25 يناير ضاعت فرصة الثورة الاجتماعية الحقيقية، وللمبروك جملة أخرى كان
يرددها كثيراً غير جملة الفرصة الضائعة، فهو فجأة يعترض عليك قائلاً: عيبك يادكتور
إنك عايز تحلل أشياء غير منطقية بطريقة منطقية، ويضيف: فكر خارج الصندوق.
قابلني محمد المبروك أمس أمام
مقهى العلمين بجوار محطة باب الحديد، وكأنه لم يتغير ولم يغيره الزمن قال: شفت
الباشا عمل إيه؟ قلت: الباشا مين؟
قال: محمد علي، سألت متعجلاً
حتى ألحق القطار، محمد علي باشا عمل إيه؟
قال: أضاع الفرصة التاريخية، ولأني أعرف ولعه
بالتاريخ سألته: قبل مذبحة القلعة أم بعدها؟
ضحك وهو يردد إحدى جمله
الشهيرة: يخرب بيت مطنك يادكتور ..
وأضاف: مذبحة القلعة؟ دا أنت
رحت بعيد قوي، أنا مقصدش محمد علي باشا الكبير ، أنا قصدي محمد علي باشا فيديوهات،
ضحكت وضحك الجالسون على مقهى العلمين وبدأوا يشاركوا في الحوار فقلت متعجلاً وأنا
أضحك: سلام يا صاحبي، قام المبروك ومسك ذراعي وهو يقول: مش لما تعرف إيه الفرصة
اللي ضيعها محمد علي؟
قلت متعجلاً: احكي يا مبروك .
قال المبروك: انشغل محمد علي
بالماتش فأضاع الفرصة، قلت: ماتش إيه؟ قال: ماتش الأهلي والزمالك، وأضاف: هوا تصور
أن الماتش مناسبة جيدة للثورة، المشجعين في الشارع وعلى القهاوي، والنتيجة غالب
ومغلوب، الغالب يفرح ويحتفل في الشوارع، والمغلوب هيزعل ويعبر عن زعله وغضبه في
الشوارع، وأضاف بحماس: مع إنه لو فكر كان اكتشف إن القدر محتفظ له بفرصة تاريخية،
ضيعها الأهبل، وسأل: الجمعة معاد الثورة كان يوم إيه؟
ورد على نفسه: كان يوم 20 ،
الخميس اللي قبل الجمعة كان يوم إيه؟ ورد على نفسه: كان يوم 19 شهر 9 سنة 2019 ..
شوف المزيكة، لو كان محمد علي
فيديوهات دا قائد سياسي وبيفهم، كان أعلن الثورة الخميس مش الجمعة، كانت هتبقى
ثورة 19 بقيادة محمد علي، ويدخل التاريخ، وتبقى فيه ثورتين 19، ثورة 19 بقيادة سعد
زغلول، وثورة 19 بقيادة محمد علي، والصحف تكتب: بعد 100 سنة على ثورة 19 في القرن
العشرين، محمد علي يقود ثورة 19 في القرن الواحد والعشرين، لأ وإيه ثورة 19 في يوم
19 شهر 9 سنة 19 ، وأضاف: أهي هية دي الثورات واللا بلاش .. وانفجر الجالسون على
مقهى العلمين والمقاهي المجاورة ضحكاً، و استأذنت في الانصراف وأنا أكاد أسقط على
الأرض ضحكاً .. وقبل أن أبتعد قال المبروك بصوت عالٍ: يادكتور .. اكتبها مسرحية ..
واللا أقولك: مشهد في مسرحية .. واللا أقول لك .. اعملها فيديو وابعتها لمحمد علي
باشا فيديوهات.
0 تعليقات