تأملات في حديث حول الإمام المهدي (عج) [5]
علاء الموسوى الواسطى
المبحث الخامس: يملاها عدلاً
وقسطاً بعد أم ملئت ظلماً وجورا, وهذه المعاني واضحة في أذهان السامعين فأما
امتلائها ظلما وجورا فهذا الكفر بالله يضرب بجرانه في معظم بلدان العالم حيث أن
العالم برمته يحكمه أهل البغي والفجور والطغيان إلا الأقل والإسلام في العالم محارب
يضربونه من الخارج بالاحتلال العسكري والاقتصادي ونهب الثروات والخيرات ومن الداخل
بتشويه صورته ومسخه أما بالغزو الثقافي والفكري ودعوات حرية المرأة وحقوق الإنسان
وقوانين المثلية والعنف الأسري أو بتأسيس ودعم تنظيمات إرهابية لا تمت للإسلام
بصلة ليظهروا للعالم ديناً مشوها لو عرض على مجنون لرفضه والحربين العالميتين
تشهدان بذلك والقنابل النووية وفلسطين وبورما والشرق الأوسط الكبير وداعش وهلم جرا.
وأما امتلائها قسطا فالروايات
الشريفة تتكلم وبشكل صريح ولسان فصيح عن ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على
قلب بشر نذكر منها :
قال الإمام الباقر(عليه
السلام): إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به
أحلامهم ». وفي حديث آخر : « فجمع به عقولهم وأكمل به أخلاقهم ».
وعنه (عليه السلام) : « وتؤتون
الحكمة في زمانه حتى انّ المرآة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنّة رسول الله
صلّى الله عليه وآلة وسلم » .
وعنه (عليه السلام) : « وتجمع
إليه أموال الدنيا من بطن الأرض وظهرها فيقول للناس تعالوا إلى ما قطعتم فيه
الأرحام وسفكتم فيه الدماء الحرام وركبتم فيه ما حرّم الله عزّ وجلّ ، فيعطي شيئاً
لم يعطه أحد كان قبله ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً كما ملئت ظلماً وجوراً
وشرّا ».
فإذا ظهر عليه السلام دخل هو
وأصحابه في المسجد الحرام فرادى ليلة العاشر من محرم الحرام ومعه راية رسول الله
صلى الله عليه واله وسلم وقميصه وسيفه ويوجه بيانا إلى أهل العالم فيسند ظهره الى
الحجر ويخطب.
يقول الشيخ بهجت (قده) أن
الإمام يخطب من دون مكبرات صوت ومن دون إذاعات تلفزيونية ومن دون مراكز بث فيصل
صوته الى كل العالم وليس الى هذه القارات فقط ويسمعه كل أهل لغة بلغتهم وكل أهل
لسان بلسانهم كأنما الأرض والسموات والهواء والطير يردد صوته فيقول :
إلا يا أهل العالم ان جدي
الحسين قتلوه عطشاناً إلا يا أهل العالم إن جدي الحسين سحقوه عدوانا.
تمت بحمد الله
0 تعليقات