آخر الأخبار

عندما تسقط هيبة الدولة في نظر الحرافيش


عندما تسقط هيبة الدولة في نظر الحرافيش






بقلم/السيد الزرقاني
-   لم يكن كاتبنا الروائي العظيم(نجيب محفوظ) متنبئا بما يقوم به الحرافيش تجاه كبار القوم عندما يعتصرهم الجوع، و إنما كان قاريء لواقع مؤلم تعيش فيه تلك الفئة الاجتماعية في ظل واقع استبدادي مؤلم، نفسيا و اجتماعيا لأفرادها. لذلك كان كاتبناً أميناً في نقل الواقع المرير، ومبدعاً رائعاً في رسم تلك الصورة الاجتماعية، وطرح إشكالية مهمة جداً وهي علاقة الأدب بالقضايا الاجتماعية.
وكان الرابط الأساسي في معظم إبداع نجيب محفوظ هو علاقة المثقف بالعلوم الاجتماعية، ليكون نبراساً للأجيال القادمة.

من هنا تأتي العلاقة بين المثقفين بالنظم الحاكمة وكيف تكون مؤثرة في تطور هذه النظم من الناحية الاجتماعية، في توجهها السياسي والاقتصادي والثقافي، ممايخلق حالة من التواصل الجيد بين الحاكم والمحكوم وتظل هيبة الحاكم مصونة في نفس المحكوم، ويكون عوناً له في وقت الأزمات الداخلية والخارجية.
 فأصعب الظروف التي تمر بها الدول هي عندما تسقط هيبة الدولة في نظر الرعية عامة، والفقراء خاصة، أو اذا اختل ميزان العدالة الاجتماعية والاقتصادية في الدولة، وهذا ما يجعل حالة الغضب في أوج قوتها مما يهدد استقرار السلام الاجتماعي في ظل غياب، ربما يكون متعمد، من الحكومة والرئيس على السواء وانحياز شبة كامل لصالح الطبقة الرأسمالية العليا والطبقة المتوسطة وترك الطبقة الدنيا الفقيرة تدور في دائرة الاستغلال من الحكومة أولاً، وفقر المجتمع والخدمات الصحية والتعليمية ثانياً، وتجاهل الرئيس لها يمثل انكسار حاد في علاقة هؤلاء بالحاكم والدولة.

 وهنا تنبع الكارثة الكبري، حيث يتحول هؤلاء الأغلبية إلى وقود جاهز للفكر الإرهابي المتطرف، في الوقت الذي تحاول القضاء فيه على تلك الجماعات الإرهابية، و يزيد الأمر صعوبة ومرارة عندما يتدخل الرئيس بشعار (حياة كريمة) ويطالب الحكومة بأن تفسح المجال أمام منظمات المجتمع المدني لتتولي توفير تلك الحياة الكريمة للمواطن الفقير، من خلال تلك الصدقات والعطايا التي تمن بها تلك الجمعيات على المواطن المطحون بين رحى الغلاء والفقر ،في ظل فشل الحكومة والرئيس في توفير تلك الحياة الكريمة له بوسائل وتشريعات وقرارات حكيمة تنحاز للفقراء. فتأتي الطامة الكبري في ظل غياب الرؤية الصائبة حين يجد المواطن نفسه فريسة لمجموعة من الجمعيات المتطرفة فكرياً، وتمول من منظمات أجنبية تهدف الى هدم بنيان الدولة، وبعد هذا ماذا ننتظر في المستقبل؟؟؟

ثورة الحرافيش قادمة لا محالة عندما تسقط هيبة الدولة في نظرهم!!!!!
********
كاتب مصري


إرسال تعليق

0 تعليقات