آخر الأخبار

إن يوم الحسين أقرح جفوننا !






إن يوم الحسين أقرح جفوننا !

بقلم / على الأصولي

هذا النص مقتطع من حديث الإمام الرضا (ع) وقرح الجفون نتيجة طبيعية للبكاء بل والإفراط منه،ولا يقال : ان القرح كما في النص هو من قبيل الاطلاقات المجازية، لانه يقال: ان الأصل في كلام المعصوم المراد الجدي ( اخبارا وإنشاءا ) الا اذا نعقدت قرينة صارفة عن الحقيقة نحو المجاز ولا قرينة في البين إذن أقرح جفوننا واقعا لا مجازا وادعاءا وتنزيلا !


كيف لا وقد وردت جملة من الأخبار بان السماء بكت على الحسين(ع) فقد ورد في الحديث والتاريخ معا ان السماء بكت عند مقتل الحسين(ع) يمكن مراجعة جملة من مصادر العامة والخاصة كما في علل الشرايع والامالي وجلاء العيون والمناقب وتاريخ بن عساكر والصواعق المحرقة لابن حجر والكامل في التاريخ وغيرها من المصادر والتفاسير،
ذكرت هذه المصادر بان السماء أمطرت دما عبيطا
حتى تلطخت جدران بعض المدن،
طبعا الدم المذكور ليس دما بمعناه الطبي المعروف بل غيره كأن يكون تربا احمرا أو اي مادة ذات صبغة حمراء،
فقد احمرت الدنيا من طرفي المشرق والمغرب بحسب الرائي بل كادت ان تلتقي هذه الحمرة وتلك، ولعل هناك التقاء في بعض سماء المدن الأخرى، كما في بعض الأخبار، ولا يقال ان الآيات السماوية لا علاقة لها بمصائب أهل الأرض!
فيقال ثبت في الحكمة ان الكون كل الكون مرتبط بعضه ببعض على نحو عدم الانفصال واي جزء يتفاعل تتفاعل له باق الأجزاء كل بحسبه وحسب ارتباطه إذ ان الكل متوقف على الكل، كيف واذا كان المتوقف عليه هو الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) !

نجد قرآنيا قوله تعالى ((فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ )) سورة الدخان الآية ( 29)

فما بكت لعدم خطرهم وحضورهم وفعاليتهم ووزنهم وإما إذا كانوا أصحاب خطر وحضور وفعالية ووزن فالسماء باكية باكية بل حدثنا التاريخ عن انكساف الشمس عند موت النبي(ص) كما في خطبة الأمير (ع) حيث قال : وكسفت الشمس لموته ،،، وكسفت عند موت الحسين(ع) كما ذكر أصحاب التواريخ وأرباب السير،

ان يشق على نفسه بعض أصحاب التنوير المتطرف وهذه الحوادث فلا يعنينا بشيء ما دام التاريخ ناص وهذه الحوادث الكبرى،

وتمسك بعض من استوحش التحقيق برواية ، ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته ،،، الخ كما ما عن علي بن عبد الله عن الإمام الكاظم(ع)

فهي من الروايات الموضوعة، لمعارضتها صريح القرآن والأحاديث والأخبار والتواريخ الكثيرة،

بل وفي متنها خلل فادح لا يسعنا المقام لذكره تفصيلا حيث ان ذيلها وافق العامة وخالف الخاصة كما في مرويات الفقه باب الصلاة على أموات المسلمين، ناهيك عن أعراض المشهور،
وكيفما كان : اغلب الظن بان هذه الرواية موضوعة بأيد أموية لان انكساف الشمس لمقتل الحسين(ع) أقلقهم كثيرا

فحاولوا تغطيت القلق بوضع رواية إبراهيم ابن النبي(ص) وقصة موته وانكساف الشمس،

على كل حال، اتمنى ان تراجعوا حادثة مشهورة في التاريخ الامامي وهي حصلت بعد عصر الغيبة بقليل تقريبا وسميت بسنة تناثر النجوم بعد رحيل جملة من أعاظم علماء المذهب، ولا يفوتني وانا استذكر بعض الحوادث السماوية وربطها ببعض الأعاظم فكلنا ( في العراق ) شاهدنا ليلة استشهاد سيدنا الأستاذ (رض) ومن لم يلاحظ فيمكنه ان يسأل من حضر في تلك الليلة في النجف وتحديدا عند المستشفى وصولا الى ما بعد الدفن،
وبعد الدفن أذنت السماء بالمطر المنهمر وكأنها دموع أهل السماء ، فإذا فقد العالم أو مات بكت عليه حتى #الحيتان في البحر وغيرها من المضامين ذات السياق،
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
الذين بذلوا مهجهم
دون الحسين


إرسال تعليق

0 تعليقات